الشمري والرشيدي
رعد الشمري، مدير تحرير مجلة «الوجد» إعلامي استطاع أن يكوّن أكبر قدر ممكن من العلاقات على المستوى الشعري، يمتلك موهبة إعلامية فذة، تنقل من مكان الى مكان، حاملا معه قلما وفكرا نيرا استطاع من خلاله ان يوصل المعلومات الأدبية بشكل صحيح الى أذن المتلقي. رعد يعتبر أحد أهم الأسماء الإعلامية في الخليج، تواجده مهم جدا، لديه أرشيف اعلامي هائل، وهو اليوم في مواجهة مختلفة مع شاعر اختلطت لديه مفاهيم البادية، وحضارة الشعر، واستطاع أن يحلق في سماء الجزالة وهو الشاعر عيسى عيد المهيمزي الرشيدي، شاعر قلطه، وشاهر نظم، قليل التواجد بالاعلام، يكتب النصوص بعبق الماضي الجميل وبروحانية، لا يجيدها إلا هو، رغم قلة تواجده بالإعلام إلا ان عيد حضر هذه المواجهة مع رعد، وحضرت معه الصراحة، ومواجهة مختلفة جدا.
رعد الشمري: الساحة الكويتية كانت ومازالت قبلة الشعر والشعراء
عيسى الرشيدي: أنظار جميع الشعراء متجهة للساحة الكويتية.. ولكن كل هذا في الزمن الماضي
من خلال متابعتك لوضع الساحة الشعبية كيف تصف وضع الساحة الكويتية مقارنة بالساحة الخليجية؟
رعد الشمري: الساحة الكويتية مازالت تقدم عملا رياديا في خدمة الساحة الشعبية ولا ينكر هذه الحقيقة احد، والساحة الكويتية مع كامل احترامي لجميع الساحات الخليجية هي الوحيدة التي قدمت وتقدم عملا صحافيا احترافيا بمعنى الكلمة من خلال المجلات الشهرية وقدمت اعلاما مرئيا ومسموعا متميزا من خلال البرامج التلفزيونية والاذاعية المتخصصة بالأدب والشعر والشعراء.
عيسى، تعاملت مع الساحة الشعبية منذ سنوات كشاعر وإعلامي هل مازلت تؤيد مقولة ان الساحة الكويتية شيخة الساحات ومحط أنظار من يسعى للنجومية؟
عيسى الرشيدي: للأسف لا، الساحة في الكويت شبه عقيمة والإعلام الأدبي بشكل عام يعيش أسوأ حالاتها، صحيح انها كانت رائدة ومتميزة.
ومحط انظار الجميع من شعراء وإعلاميين ولكن كل هذا في الزمن الماضي وليس له اي ملامح الآن الا اطلالا صرنا نتغنى بها بعد ان سحب البساط من اعلامنا ومهرجاناتنا وحتى مطبوعاتنا، فكفانا تغن بأمجادها.
ذكرت المهرجانات برأيك ما السبب في تراجع مستوى المهرجانات في الكويت ؟
عيسى الرشيدي: الاسباب كثيرة ومتعددة، اولها تميز أنشطة ومهرجانات الدول الخليجية من حيث الدعم والتنظيم و الميزانيات المادية الكبيرة المخصصة لها من قبل الشيوخ والحكومات الخليجية بالمقابل فإن المهرجانات المقامة في الكويت تفتقر الى الدعم اللازم لإنجاحها وتفتقر الى التنظيم ناهيك عن غياب الانصاف في اختيار الشعراء و تكرار الشعراء الذي مله الجمهور.
رعد تبنيت فكرة ان الساحة الكويتية مازالت متميزة أين تجد ملامح هذا التميز؟
رعد، الشمري: نعم، وملامح التميز نراها واضحة في تهافت الشعراء من جميع الدول الخليجية للتواصل مع مطبوعاتنا وقنواتنا وبرامجنا، قد أوافق الرأي بان الساحة الكويتية فقدت مسألة تصدير النجوم وذلك بسبب تأثير برامج المسابقات التلفزيونية ولكن الى الآن هي قبلة الشعراء النجوم فبعد انحسار الضوء عنهم لا يجدونه الا بالكويت من خلال تواصلهم بالمجلات ومشاركاتهم في مهرجان هلا فبراير، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الساحة الكويتية متميزة بكوادرها من اعلاميين وصحافيين يملكون حسا صحافيا قلما تجده في دولة اخرى الا بالكويت، وهذا ما يجعلها متربعة على نفس العرش الذي بدأته منذ اكثر من ثلاثين عاما فهي مازالت قبلة الشعراء للحصول على الضوء والنجومية.
هل أنت متشائم أم ناقم على وضع الساحة الكويتية؟
عيسى الرشيدي: أنا لست متشائما ولا حتى ناقما على وضع الساحة في الكويت، ولكنني أتكلم من واقع لا يمكننا تزييفه او تجاهله، استطيع ان أقول لك انني متحسر على ما كنا عليه وما نحن عليه الآن، فعجلة الساحة الشعبية توقفت منذ سنوات حتى ان العاملين فيها من معجبين وصحافيين اصابهم نوع من الملل اولا لعدم توافر المردود المادي مقارنة بما يحصلون عليه مقابل اعمالهم في الدول الخليجية وتكريمهم اذا شاركوا في احد المهرجانات كصحافيين او كإعلاميين او كشعراء بالمقابل تجد الاعلامي في الكويت يعمل ليلا ونهارا ويقدم مواضيع متميزة احيانا لا يجد من مرؤوسه كلمة «شكرا» او «قواك الله».
تكلم عيسى عن مسألة مهمة وهي المردود المادي، الا توافقه الرأي بأن الساحات الخليجية استقطبت الشعراء من خلال الدعم المادي الذي يحصلون عليه عند مشاركاتهم في أمسيات ومهرجانات بعكس مشاركاتهم المجانية في الكويت؟
رعد الشمري: هذه النقطة بحد ذاتها تثبت كلامي وتؤكد ان الساحة الكويتية هي سيدة الساحات على الاطلاق، فلو فكرنا بالموضوع من زاوية أخرى تجد ان الشعراء يهتمون بالمشاركة في مهرجانات الكويت وأمسياتها ولا يرفضون دعواتها بالرغم من غياب الدعم المادي وهذا يجعلنا نتأكد ان بالساحة الكويتية فيها ما يميزها عن غيرها وان الجمهور الكويتي مختلف ومحفز للنجومية، اما غالبية المهرجانات الاخرى فلا تجذب الشعراء الا بما تحمله من شيكات موقعة وليس لها قيمة اعلامية او أدبية وتفتقر لما يحتاجه الشاعر والجمهور وانا لا أعمم ولكن كما اسلفت غالبيتها كذلك.
وبماذا ترد على كلمة عيسى الرشيدي عندما وصف مهرجاناتنا بغير المنصفة للشعراء؟
رعد الشمري: انا لا أدافع عن المهرجانات وعن سياساتها ولكن اتحدث بشكل عام عن ان الساحة الكويتية بكل ما تحتويه من عاملين ونشطين وشعراء وجمهور وأنشطة واحداث تعتبر الأولى بلا منازع خليجيا، فمن غير المعقول ان تلغي دور ساحة بأكملها وذلك لأن هناك برنامجا استقطب الشعراء او لأن هناك مهرجانا دفع للشعراء مبالغ طائلة، الساحة الكويتية مازالت بخير وفيها من الخير الشيء الكثير للشعر والشعراء.
قلتله يا صاحبي كل جرح وله طبيب
- الليالي طبعها ما تغير يا الأديب
- انتبه للوقت واحذر تقول ابقطعه
- زلت الرجال مرة تراها ما تعيب
- لزمان ظروف والوقت محدن يمنعه
- لا تغرك كلمة اللي يمد ولا يجيب
- واحدن درب الوفا والمراجل ضيعه
- لا يحط افكاركم بين شك وبين ريب
- لا يهمك واقلعه لا يهمك واقلعه
- ولا تحاول تقربه لن قربه شق جيب
- عارفينن مرجعك ما يشابه مرجعه
- ولا تغير موقفك لو زعل منك القريب
- البعيد اللي معك ما صفالك ودعه
- ولا تضايق والله اللي على خلقه رقيب
- من تواضع في حياته لربه يرفعه
- وانتبه يا جعل ضنى بمثلك ما يخيب
- انت سبع اسباع ماكل سبعن يسبعه
- قال انا بدروب لا هي بعيد ولا قريب
- لي ثمان سنين من مقطعه في مقطعه
- عايشن في غربة افكار هالوقت العصيب
- السنين عجاف والا الامور مولعه
- لامتى واليامتى والجوارح ما تطيب
- ولامتى والصوت ما فيه واحد يسمعه
- ولامتى والهم قدام عيني ما يغيب
- ولامتى والناس تجهل حوادث مفزعه
- ولامتى والسالفه ذيب في وسط الجليب
- والطيور طيار والا الطيور موقعه
- ولامتى والعذر عند العرب بس النصيب
- والخطا مثل العذر بس غلطة مطبعه
- قلتله يا صاحبي كل جرح وله طبيب
- والعلوم الطيبه من كسبها منفعه
- وفكرو باللي حصل قال جاسيل الشعيب
- والشعيب لياحدر ما غدابه مطلعه
- واضحه كل الملامح ولا فيها غريب
- ومن يدور لشقى مالقى الا مصرعه
- بس انا مختار دربن لاسهل ولا صعيب
- لو يقولون اكثر الناس هذي قرقعه
- قرقعة بعقولهم لين خلاها عطيب
- وانتهى مشوارها والعقول مروعه
- ادري انك ياصحيبي موالي لصحيب
- بس خاواك الوهن والوهن من يبلعه
- ياحدا الامرين يامابرد والالهيب
- دام روحي عند بعض الاوادم مطمعه
عيسى الرشيدي