الصرعاوي والجفول
شاعرة الخليج الجفول أخذت هذا اللقب وبجدارة والكل يشهد لها بجزالة نصوصها قادرة على الإدهاش، لها مشاركات عديدة في الصحف والمنتديات الأدبية، لها حضور جيد ومعروفة بالأوساط الشعبية بأنها تكتب بجزالة وتفرد، ومن جهة أخرى معنا الشاعرة والإعلامية نادية الصرعاوي، شاعرة تفردت بأسلوبها الذي يميزها زيادة على ذلك كاتبة ومن الأقلام القلائل في الساحة الشعبية التي لها مقالات عدة عرفت بحدة طرحها وأسلوبها المتميز في كثير من الصحف المحلية والخليجية.
الصرعاوي: لا تهمني الصورة ... القصيدة هي الأهم
الجفول: لا أنفع للغلاف فهم يريدون 01 عرايس مولد
الكثير من شعراء الساحة الشعبية يشككون في الشعر النسائي فما تعليقك؟
الجفول: هذا التشكيك من قبل شعراء ومعدي الساحة أمر تعودنا عليه ولم يعد بالأمر الجديد وأصبح كالاسطوانة المشروخة ومللنا سماعه فبعض المعدين أو الكتاب أو الشعراء، سامحهم الله، إذا أفل نجمه يلجأ لمثل تلك الأقاويل لتحريك المياه الراكدة وجذب أكبر شريحة من الجمهور لكتاباته وعلى الشاعرة الحقيقية ألا تلتفت لتلك المهاترات فواثق الخطى يمشي ملكا، ومن جهة أخرى، أنا لا ألومهم في ذلك فما ظهر من تجارب شعرية مزيفة قد يكون صادفها أو مرّ بها أحد المقربين له تجعله يتيقن من ذلك ورسخت ذلك المفهوم الخاطئ وجعلته يردد مثلما الكل يردد ولكني أدعوهم الى عدم تعميم الفكرة على الجميع فالشاعرة الحقيقية موجودة من قديم الأزل.
الصرعاوي: أشعر بل أجزم بأن أغلب المشككين كتبوا لهؤلاء المستشعرات لفترة الإثارة الإعلامية وشاعرات الغلاف.
قلة هي الأسماء النسائية بالخليج فهل هي دلالة على عدم قوة الشعر النسائي للوصول للجمهور؟
الجفول: التجربة النسائية بالخليج من أقوى التجارب وأروعها على صعيد الوطن العربي كافة وأنا لا أرى قلة في وجود الشاعرات الخليجيات فهن، ولله الحمد والمنة، كثيرات وقد يكون في كل بيت خليجي شاعرة ولكن الجو العام لا يشجع على الظهور أو قد تكون الظروف غير مواتية لهن في الوقت الحالي، فمازالت الفتاة الخليجية متوجسة خيفة من نظرة المجتمع غير المنصفة للمرأة الشاعرة وقد وجدن في عالم الإنترنت والمنتديات متنفسا رحبا وحقيقيا لا يخضع لغطرسة معد ونرجسية معدة يملون عليهن شروطهم كالاحتكار مثلا والذي يحجم من شاعرية الشاعر أو الشاعرة على حد سواء ويقلل من انتشاره ووصوله لأكبر شريحة من القراء.
الصرعاوي: لا ليست قلة ولكن العادات والتقاليد الاجتماعية حدت من انتشار الشعر النسائي وأصبح شبه معدوم.
هل تقبلين بأن تكوني صورة غلاف للمطبوعة؟
الجفول: لا أصلح لأن أكون شاعرة غلاف حيث لن يحرص احد على اقتناء ذلك العدد من المجلة لأني (متغطية) وهم يريدون عرايس مولد ودمى يحركونها كيفما يشاءون.
الصرعاوي: لا أقبل لأن الصورة لا تهمني أكثر من وصول النص الى المتذوق.
كثيرا من الأسماء النسائية كتبت بأسماء مستعارة وأخريات بأسمائهن الحقيقية فما تفسيرك لذلك؟
الجفول: كثير من الشاعرات كتبن بأسماء مستعارة وأنا إحداهن والسبب بات لا يخفى على أحد بسبب العادات والتقاليد والتي تحد من حرية الشاعرة وهذا الاسم المستعار هو بمنزلة الغطاء والذي يحمينا من المتطفلين على حياتنا الخاصة وأيضا لنعطي أنفسنا فرصة أكبر في الجنوح بالخيال والانطلاق في مجال الشعر العاطفي والوجداني الغزل فمازال البعض ينظر للمرأة الشاعرة على انها وصمة عار في جبين العائلة أو القبيلة وعليهم إخفاؤه والتحفظ عليه ومصادرة مشاعرها ومازالت هناك عقول جوفاء وقلوب سوداء تصطاد في الماء العكر.
الصرعاوي: عني أنا كتبت باسمي الحقيقي يمكن أقطع الشك باليقين بالنسبة للمشككين وما عندي شيء أخافه فلماذا لا أكتب باسمي؟
هل تؤيدين بأن توجه لك دعوة في أمسية مختلطة مع شعراء؟
الجفول: انا عن نفسي لا أؤيد ذلك ولكن علينا احترام وجهة نظر الأخريات فهذه حرية شخصية.
الصرعاوي: أفضل أن تكون نسائية فقط مع العلم انني دعيت لأمسية مشتركة مع شعراء وأعتقد أن الأمسية إذا كانت خاصة ونسائية ستكون بأريحية أكثر واسترسال أكثر في القصيدة.
هل للشعر النسائي نفس خاص يجعل الجمهور يميز من يكتب لها؟
الجفول: الشعر النسائي في السابق كان له نفس خاص يعرف به، يستطيع المتلقي التميز من خلاله لأنه كان يتسم بالصدق ولكن في الفترة الحالية أجد أن جمهور الشعر ليس على درجة من الوعي بحيث لم يعد يفرق بين الشاعرة الحقيقية ومن يكتب لها بدليل انتشار ظاهرة المستشعرات ونحن على ثقة بأنهن لا يستطعن كتابة شطر من بيت في قصيدة وليس قصيدة كاملة فبالله عليك كيف تكتب شاعرة عن بيئة وهي من بيئة تختلف اختلافا كليا وجذريا؟ فتجدها تتحدث عن حياة البداوة وهي لا تمثلها، وكيف لها أن تتحدث بلسان قبائل وسلوم وعوايد والشكل العام لها لا يوحي بذلك؟ فمن تتحدث بلسان بنات الخليج عليها احترام عاداتنا وتقاليدنا فلا ترتدي الـ «تي شيرت» والبنطال وتتوسط الرجال سافرة، فتارة تجدها تضمن قصيدتها مفردات شمالية وتارة تكتب بلهجة أهل الجنوب أي ان القصيدة تختلف عندها كلما اختلف المصدر الممول، ولا ألوم الناس في التطبيل والتهليل لأولئك المستشعرات لأن ليس بالإمكان أفضل مما كان فالشاعرة الحقيقية منزوية وزاهدة لأنها تعبت من مواجهة الإعصار لوحدها وتعبت من هضم حقوقها وتحجيم شاعريتها، تعبت من الحصار الذي يفرض عليها وفي المقابل نجد مستشعرات يفرش لهن الطريق بالورود.
الصرعاوي: نعم الشعر النسائي واضح جدا والجمهور اعتقد أنه يحمل من الوعي الكثير لتمييز من يكتب لها من الشاعرات.
الصورة أم القصيدة
- الشاعرة نادية الصرعاوي تأتي بروائع الشعر وبانسيابية لتقدم لنا هذا النص الباسق جمالا لتعبر بنا لآفاق الإبداع تكتب بحنكة ليتقد الشعر بعذوبتها المعهودة وتشكي في هذا النص الزمن الجميل الذي تراه أصبح من الذكرى ونراه من كل زواياه المخضرة فهنيئا لنا بهذا الإتقان والتفرد.
يا حمود كيف الراي وشلون يا حمود
- وين الاصالة بالشعر وين الحدود
- عزاه يا وقت مضى ليته يعود
- وسط الضمير من القهر قدح بارود
- وين الحيا يا ناس عزاه مفقود
- شعر بدويه بالاصل تتبع الذود
- ما هو مثل هالحين سهود ومهود
- صورة فتاة توها غضة العود
- يجي القضى متزين رأسه مكدود
- واليوم أنا غنيت والبال ملكود
- ومن هو يجيب الحق ومنهو يرده
- وأشوف أنا الماضي ولا أحد يوده
- باح العزى يا حمود والصبر حده
- وباب النشر يا حمود كل يسده
- تقوله اللي بالاصل طاب جده
- وياويل منهو يحفظه أو يرده
- وشعر الغزل اشلون أقدر أعده
- ترقى بها فوق السما عقب مدة
- امكحلن ملزوم قلبك يشده
- صوت علي يا حمود ليتك ترده
نادية الصرعاوي
المهرة
الجفول شاعرة الخليج متفردة بطرحها عرفت بجزالة نصوصها والكثير يعدها بالمراتب الأولى بالخليج بقوة مفردتها وسهولة طرحها تتناغم مع النص لتظهره بأبهى حلة. تقاسم الغيوم جمالها وتسقط الندى ليبلل ذائقة الشعر فهي قادرة على شد الانتباه وهذا احد نصوصها تبرهن لنا أن لها من الجزالة نصيب الأسد.
- جيتك مثل مهرة على صهوة الريح
- ترثع بجول معقلات الأعنه
- جيتك بياض الورد مع ريحه الشيح
- جيتك فرات(ن) عذب محدن يشنه
- جيتك وفا جيتك سلوم الطحاطيح
- جيتك غرام ومطلقتله أسنه
- جيتك شموخ(ن) ما أقهروه المشافيح
- جيتك زباد وخالطه ريح حنه
- جيتك مثل حب الفخر للزحازيح
- جيتك مثل فرض(ن) تلته ألف سنه
- أستحضر الصوره نبي منك توضيح
- وأطلق عنان الفكر مع كل ونه
شاعرة الخليج الجفول (الكويت)