ياسين الشيخاوي.. مثال للمسلم الملتزم ويلعب في سويسرا وهو صائم
يعتبر نجم المنتخب التونسي ونادي اف سي زيوريخ السويسري ياسين الشيخاوي مثالا جيدا للمسلم الملتزم بدينه وبفرائضه اثناء احترافه حاليا في الدوري السويسري.
ونشرت وسائل الاعلام السويسرية والالمانية تقارير عديدة عن الشيخاوي والتزامه الكبير في اداء فرائضه الدينية في رمضان، وحتى في ايام غير رمضان حيث يطلب الخروج من التدريب اثناء اقامة صلاة العصر او المغرب وفعلا يقوم الشيخاوي بالخروج لاداء الصلاة ثم يعود مرة اخرى لاكمال تدريبه مع فريقه.
ويقول المهاجم التونسي (22 عاما) في حوار له مع مجلة بيلد السويسرية التي تساءلت حول قدرته على اللعب والتألق بمعدة خالية «انا اخوض المباريات واحاول نسيان انني صائم واركز بشكل كامل على المباراة وهو امر ليس بالصعب ان افعله».
وسأله الصحافي السويسري بأنه في القرآن يستثنى من الصيام من يقوم بأعمال شاقة، فأجاب الشيخاوي ان ممارسة كرة القدم ليست من الاعمال الشاقة والامتناع عن الاكل والشرب منذ شروق الشمس حتى غروبها هو واجب ديني لا يمكن التخلي عنه.
ووسط اصرار الشيخاوي على الصيام، نصحه طبيب الفريق بأن يستحم بماء بارد قبل دخوله للمباريات لتفادي تأثير الحرارة.
وكانت المجلة السويسرية ذاتها قد تساءلت خلال تقرير مطول حول قدرة الشيخاوي على التألق وتسجيل الاهداف وهو بمعدة فارغة، واوردت لقاء آخر مع نائب جمعية اسلامية في زيوريخ عرف برمضان وكيف تكون علاقة المسلم مع الله في هذا الشهر وكيف يعطي رمضان ثقة في النفس وايضا كيف يتحكم الانسان في نفسه خلال الشهر الفضيل.
هجمة إعلامية شرسة
وكان اللاعب التونسي المتدين ياسين الشيخاوي قد تعرض لهجمة اعلامية شرسة من قبل وسائل اعلام غربية بعد ان انتقد من اساءوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا الشأن قابلته احدى الصحف الالمانية وقال من خلالها «نحن في بلادنا نرفض رفضا باتا أن يقوم أحد الرسامين برسم صور تسيء إلى المسيح عيسي عليه السلام لأنه أحد أنبياء الله ونحن في ديننا وعقيدتنا نحترم ونجل كل الأنبياء والرسل الذين وردت أسماؤهم في القرآن الكريم.
وسأله الصحافي بخبث.. ولو أتيحت لك الفرصة ورأيت الرسام الدنماركي الذي رسم صورا للنبي محمد هل ستقتله؟
رد عليه الشيخاوي محتدا.. لسنا قتلة ولا مجرمين ولا عنصريين ربما أنتم العنصريون.. نحن لا نقتل أحدا.. بل نترك عقابه لله سبحانه هو المنتقم الجبار.
هذا الكلام لم يعجبهم فأقامت الصحف السويسرية والألمانية والدنماركية حربا عليه وشنوا هجوما عنيفا على ادارة نادي هامبورغ الألماني التي كانت قريبة من التوقيع مع الشيخاوي، الأمر الذي جعل ادارة النادي الالماني تصدر بيانا تعلن فيه التراجع عن ضم اللاعب من نادي زيوريخ.
والصحــــف الألمانيــــة والسويسرية تعمدت أن تنشر صور اللاعب الشيخاوي «الملتحي» وهو يصلي وقالت إنه يضع في حقيبته سجادة صلاة وبوصلة يأخذها معه في أي مكان وأحيانا يستأذن من التدريب ويخرج لصلاة العصر أو المغرب في موعده ثم يعود لاستكمال التدريب مع زملائه.
ورغم كل هذا فلايزال الشيخاوي صامدا والاحلام تساوره باللعب في اكبر الاندية الاوروبية من خلال اثباته لذلك بموهبته وكفاءته.
موهبة الكرة التونسية القادمة
يعد ياسين الشيخاوي المولود في رادس في 22 سبتمبر 1986 احد اللاعبين الذين تحب مشاهدة الكرة وهي في حوزتهم، فهو لاعب من طراز نادر ويمتلك قدرة كبيرة على التحكم بالكرة وعندما تشاهده للوهلة الأولى تعتقد انك ترى «زيدان جديد» لمهارته الفائقة في ترويض الكرة وتمريرها بشكل خيالي وبفضله سجل زملاؤه في المنتخب العديد من الاهداف.
ومنذ ظهوره الاول في الملاعب التونسية تنبأ له المدرب التونسي المعروف عبدالمجيد الشتالي بانه سيكون عملاق كرة القدم التونسية في المستقبل.
وبفضل تألقه مع ناديه السابق النجم الساحلي التونسي تم استدعاؤه سريعا لتشكيلة المنتخب التونسي في يونيو 2006 وخاض اول مباراة على الصعيد الدولي امام منتخب الاوروغواي، وشارك بعدها في كأس العالم 2006 التي اقيمت في المانيا وكان احد النجوم الذين برزوا في البطولة.
وبعد كل هذه المسيرة الجيدة والتألق انتقل الشيخاوي الى صفوف فريق اف سي زيوريخ في صيف 2007 بمبلغ يفوق الـ 5 ملايين دولار ويربطه عقد مع النادي يمتد حتى 30 يونيو 2012.
ويصف الشيخاوي تجربته الاحترافية في سويسرا بأنها بوابة له للمرور للدوريات الاوربية الكبرى مثل انجلترا او اسبانيا او ايطاليا.
هذا وكانت اندية اوروبية عديدة ابدت اهتمامها بالشيخـــــــاوي ومـــــن هـــــذه الاندية بايرن ميونيـــــخ الالمانـــــي وارسنــــــال الانجليزي.