الخطيمي والحربي
شاعر فصيح، علاوة على تمكنه من الشعر الشعبي، برز من خلال الصحف المحلية وعضو في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كتب عن القضايا العامة، ومثّل الكويت في أوبريت إنساني عن قضية عالمية، قضية الفقر والمجاعة في يوم الجوع العالمي «أوبريت الأرض أم البشر» الذي تغنى به نخبة من فناني الكويت، كما قدم أوبريت «ليل العيون» الذي ناقش قضية الكفيف، كما مثّل الكويت في الداخل والخارج في مهرجانات عربية، وقد برز شاعرا قدم أغنية «كلنا القدس الشريف» باللغة العربية الفصحى هو الشاعر خلف الخطيمي الخالدي، وفي الطرف الآخر من المواجهة شاعر «غير اعتيادي» استطاع أن يحلق بالجمال، دون أجنحة، واستطاع أن يبحر في الشعر دون مركب، أطلق عنان فكره للسماء، وانطلق كالوميض، شاعر لا يكتب سوى عوالمه، أفكاره، إحساسه الطاغي، مفرداته الراقية، شاعر صاحب فكر وصاحب رأي، قلما يشابهه أحد، يحترم الشعر كثيرا، ويحترم ما يكتبه، ويحترم عقل المتلقي، عاطف الحربي، باختصار «الشاعر الحقيقي».
الخطيمي: للأسف.. لا أعرف شيئاً عن الشاعرات
الحربي: الاسم الحقيقي لا يضر كيان الشاعرة ويحفظ حقوقها الشعرية أيضاً
بداية نتكلم عن الشعراء ومعدي الصفحات الشعبية نلاحظ عدم التواصل بينهم بعكس شعراء الثمانينيات؟
الخطيمي: أصبحت هناك خيارات متعددة في طرق النشر والانتشار وكذلك أصبحت الصفحات الشعبية في الجرائد والمجلات من الطرق التقليدية إن جاز التعبير، فلذلك يفضل الشاعر التواصل في وسائل أخرى غير الصفحات الشعبية وهذه وجهة نظر قابلة للصواب والخطأ، إذن التواصل علاقة مصلحة لانتشار الشاعر فالشاعر يفضل الوسيلة الأسرع في ظهوره وانتشاره.
الحربي: بالعكس أرى التواصل مازال موجودا ولكن بطرق عدة، وسريعة أيضا، وأصبحت هناك أيقونات عديدة للتواصل مع الجمهور سواء من خلال الصحافة أو النت أو القنوات الشعرية، والجمهور في هذا الوقت هو من يختار، فالعالم منطلق لا يمكن تقييده.
نلاحظ الاختفاء المفاجئ لكثير من الشعراء.
الخطيمي: عني شخصيا لم يكن اختفاء مفاجئا بل هو غياب طبيعي يتواكب مع متغيرات الحياة ومع تقدم العمر لاشك يتزامن معه نضوج في التجربة الحياتية أضف الى ذلك الأشغال في الأمور الاجتماعية والمستقبلية.
الحربي: ضروري للشاعر الاختفاء من فترة لأخرى ليتعرف ما تطور به من خلال تواجده الأخير، ليقدم كل ما هو حديث وجديد.
شعراء الفضائيات وكثيرو الظهور هل يفقدهم ذلك نجوميتهم؟
الخطيمي: الظهور الراقي في أي وقت لا يضر، والفضائيات هي من فتحت الباب للشعراء ولكن السؤال ما شكل الظهور، فهو الذي يحدد أفول نجم وصعود نجم.
الحربي: الفضائيات تزيد من حجم النجم وتعطيه بريقا إن كان قدم ما يليق، وتطفئ بريقه أمام الساحة ان قدم العكس.
شاعر المليون قدم شعرا حقيقيا واختصر المسافات، ما سبب النجاح؟
الخطيمي: أي برنامج تتوافر له الإمكانيات والدعم اللامحدود سيكون مثل شاعر المليون وأفضل فبرنامج شاعر المليون وجد رجالا داعمين له لديهم أهداف عامة وكذلك خاصة وأخلصوا لأهدافهم ووصلوا لما يريدون فبالتأكيد سيكون هذا البرنامج الضخم ماركة مسجلة لأن ذلك أمر طبيعي في ظل تلك الإمكانيات المادية الهائلة وخذ على سبيل المثال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أوقف مهرجان الجهراء الثقافي ومهرجان الفروانية الثقافي ولم يحرك أحد ساكنا وكأن الأمر لا يعني مثقفين وشعراء تلك المحافظتين وعادة ما تكون اهتماماته في الحفلات الموسيقية وجودة البوفيهات، خذ ذلك المثال وقارن واستنتج ولك التعليق.
الحربي: شاعر المليون من أقوى البرامج الشعرية بصفته مدعوما ماديا وإعلاميا أرى أنه خدم الشعر والشعراء بكل تأكيد، فهو يظهر الشاعر على طبق من ذهب ويختصر له مشوارا طويلا جدا، لا ننسى الاعلام الشعرية الكبيرة المتواجدة هناك، والبرنامج بدأ بشكل جديد على الساحة الشعبية وحرك الراكد ولفت الجمهور للأمور غائبة عنه، ويكفي منهم أن جعلوا الشعر محط اهتمام الجميع.
الشاعرات في وقتنا الحالي بعضهن يكتب بأسمائهن الحقيقية بعكس شاعرات بأسماء مستعارة!
الخطيمي: يؤسفني أنني لا أعرف شيئا عن الشاعرات.
الحربي: كثرت الأسماء النسائية في عالم الشعر، منها المستعار ومنها الحقيقي، برأيي الاسم الحقيقي لا يضر كيان الشاعرة ويحفظ حقوقها الشعرية أيضا، أفضل من الأسماء المستعارة الذي اختلط فيها الزائف والجميل.
المنتديات الشعبية في الشبكة العنكبوتية أصبحت متنفسا للشعراء مع وجود الفضائيات والمطبوعات.
الخطيمي: في المنتديات يكون الشاعر هو المتحكم في شكل مشاركته ومضمونها فيجد أبوابا واسعة من الحرية فلذلك أرى هذه الظاهرة أنها صحية ولكن ليست بشكل مطلق بعكس التقيد في التواجد بالمطبوعات والفضائيات.
الحربي: فعلا أرى اندفاع كثير من الشعراء للمنتديات الشعبية، فهي باب للحرية الكتابية دون تقيد بالمكان والزمان تعطي الشاعر حقه في كل وقت للنشر والكتابة، وتعطيه فرصة جميلة للتواصل مع قراء الشعر، وأسرع انتشارا.
المجلات لم تكن كتوهجها سابقا ما سبب ذلك؟
الخطيمي: متغيرات التطور، فالراديو ثورة في علم الإعلام وكان المتنفس الوحيد للأخبار والثقافة فتغيرت الوسائل والآن هو شبه مهجور فالمجلات أخذت حقها من التوهج وانطفاؤها شيء طبيعي ولكن هناك خطأ في القائمين عليها لأنهم لم يواكبوا التطور ولم يقيموا لمجلاتهم منتديات وان أقاموا لم يهتموا لذلك أضف أنهم لم يسخروا خبراتهم للتطوير.
الحربي: كثرة وسائل الإعلام تطفئ المجلات توهجها بديهيا، بالسابق كانت هناك مجلات معينة ومحدودة في الإعلام المقروء لذلك تلك المجلات أخذت حقها أما الآن فكل الوسائل متاحة تقريبا لذلك تغير المسار.
صفحات العمر
- خلف الخطيمي شاعر يتقن النص بطريقة لا يكتبها سواه قادر على لفت الانتباه تجاه ما يكتب، شاعر جميل استطاع الصعود للقمة وعرف بنصوصه.
شاهت عيوني وأرتفع شوفها فوق
- وأنا أغمض غصب والشوف برفوق
- حدي تعب وأسولف الشوق للشوق
- عكس المثل طبعي وأنا راعي حقوق
- أما يجي كنز(ن) مقفل بصندوق
- بعض النخل حظه يجي ماله عذوق
- والفارس اللي كل ماهد مسبوق
- قلبت صفحات العمر وألف مخلوق
- وحسيت أوراقي لها دم وعروق
- ولقيت لي عمر قديم ومسروق
- حاولت أنادي لكن الصوت مخنوق
- لاشك عيني ودها تحبس الموق
- رمشي ثقيل وليت جفني يشيله
- يطفي أشوي أشوي مثل الفتيله
- قصه قديمه بألف ليله وليله
- والغايه عندي ماتبيح الوسيله
- ولا فلا خله يجينا بديله
- يوم الليالي في عطاها بخيله
- العيب عيب الخيل ماهي أصيله
- مر وتغير والسوالف طويله
- واللي رحل محتاج ينسى رحيله
- نادى خليل ماينادي خليله
- شديت حيلي والزمن شد حيله
- واللي تعب يالله أنك وكيله
خلف الخطيمي
وبس!
هنا نص يعانق النجوم بجمالية المفردة له طريقة خاصة في جذب كل متذوق للشعر هنا شاعر حقيقي من القلة الذين حصدوا حب الجماهير لأنه يكتب النص بنفس شاعرحقيقي.
- عساك سالم بس هذي ظروفي
- ازريت ابينها لغيرك من الناس
- وانا لو انها طايعتني حروفي
- ما كنت مثل (اللحين) بالحييييل محتاس
- قلت: اكسر الروتين لابد توفي
- كم للورق ذابل، تمره بلا احساس
- لكن شوفي مو على قد شوفي
- مرمي على شط السهر، واطرد انعاس!
- ما شفتني كيف اختنقت ابـ كفوفي:
- حبر يعريه السطر/ يزفر الباس
- وما شفت ذاك الوقت كيف ابـ وقوفي
- دمع الشوارع سال في دفتر الياس؟
- لله دامك حي هذي (سيوفي)
- خذها معاك وهات لي ارض وانفاس
- وللأرض ناس تموت، واليوم خوفي
- لا ماتت ارض وعاش من بعدها ناس!
عاطف الحربي
هزاع الصلال.. في ذمة الله
حسين الشمري
تتقدم «الأنباء» بأحر التعازي لذوي الشاعر الكبير هزاع الصلال الذي وافته المنية في مدينة الضباب لندن مساء أول من امس بعد صراع مرير مع مرض عضال لتفقد الكويت برحيله احد أهرام الشعر وأحد أهم روافد الساحة الأدبية في الكويت.
وكان الشاعر هزاع الصلال ابرز الاسماء الشعرية واهمها في الخليج العربي وقد انتشرت قصائده كالنار في الهشيم حتى ان المسرحيين استوحوا من قصيدته «فرسان الكلام» عملا مسرحيا ضخما نال اعجاب الاعلاميين والفنانين.
وللصلال اسلوب شعري مختلف جدا.. يكتب الكلمة بتمعن.. يعانق اللغة بفصاحة مختلفة اصيلة.. يمطر شعرا على حب الوطن.. يعبر عن رأيه بكل أدب... شاعر أوصل ما يريد للناس فوصل الى قلوبهم.
وعادت ريمة
- هنا نص شعري يعتبر من أبرز النصوص الشعرية تحدث فيه الصلال عن الوطن وعن السياسة وعن أفكار.. كعادته بأسلوب متميز فخيم..
ضحكت من الفؤاد لأن عقلي
- يفكر بالأمور لفرط جهلي
- أفكر في بلاد لا أراها تسير
- مسار من يهواها مثلي
- فقد خابت أمانينا وصارت
- كبنيان تأسس فوق رمل
- نفاجأ بعد أن كشفت خفايا
- بإحباط يشل اليوم كلي
- طلاسم لا ترينا أي شيء
- سوى فكر من الأوهام يعلي
- أناسا لا برؤياها وضوح
- فتحفظ دربنا عن كل ميل
- ولكني أرى يا قوم (ريمة)
- وقد عادت لعادتها بجذل
- فلا التغيير يشفي ما نعاني
- ولا من جاء يحمل ثقل حملي
- لأن همومنا ذا اليوم زادت
- ستبقى هكذا من غير حل
هزاع الصلال