السلمان والعطروز
الشاعرة تماضر العطروز اعلامية ناجحة وشاعرة فصيحة وكاتبة مقالات ادبية واسندت اليها اعداد صفحات الشعر بجريدة «الناس» في فترة سابقة، عملت مذيعة بقناة «المختلف» ومن بعدها عملت بقناة «البوادي» وتعمل مدرسة لغة عربية مما أتاح لها فرص النجاح بالظهور الاعلامي من خلال مهرجانات «هلا فبراير» كعريفة أمسية وتخرجت من دورة المذيعين التي اقامها تلفزيون الكويت.
ومن الجهه الاخرى الاعلامية هنادي السلمان عريفة الأمسيات الأعلامي عملت مذيعة في التلفزيون وشاركت في العديد من الانشطة والمهرجانات كعريفة للأمسيات وكانت لها العديد من المشاركات عبر الفضائيات وسرعان ما سلطت الأضواء عليها كاعلامية ناحجة.
السلمان: أتمنى أن أكون عريفة أمسية ويكون شاعرها الأمير خالد الفيصل والشاعر ناصر الفراعنة
العطروز: حلمت بأن أكون عريفة لأمسية يكون فيها طرفة بن العبد والمتنبي وأبوفراس الحمداني
عملت ضمن قناة شعرية مذيعة فهل العمل فيها يختلف عن باقي القنوات؟
العطروز: المذيعة أو المذيع الناجح مميز في كل مكان وفي اي قناة، لكن هناك ميولا شخصية وموهبة ربانية تطغى على المرء تجعله يفضل تقديم برامج معينة تتوافق مع شخصيته وموهبته، وبما انني شاعرة وكاتبة ايضا، فميولي دائما للشعر والثقافة والادب، لذا عملت في قنوات شعرية وكانت تجربة جميلة اضافت لي الخبرة في فن الحوار، الا ان هذه القنوات وللاسف لم تكمل مشوارها وعمرها الطويل كحال الشعر الذي امتد من آلاف السنين ومازال الى الوقت الحالي، كما عملت برنامجا حواريا سياسيا ناجحا في احدى القنوات، ولم اجد صعوبة الا في مادة الاعداد كوني غير متعمقة في الامور السياسية في الوقت الحالي.
اما بالنسبة للاختلاف بين القنوات فالاختلاف موجود في كل شي، فدوام الحال من المحال وكل قناة لها توجه معين تظهر به، لكن المهم الاستمرارية والثبات والديمومة حتى لا تختفي معالمها في خضم ثورة القنوات.
السلمان: نعم ان العمل مع القنوات الشعرية يختلف اختلافا كليا عن القنوات الاخرى، لأن جمهور هذه القنوات يكون متطلعا للشعر ومتذوقا له، ويبحث ايضا عن الشعر من روافد موثوق بها، اذن يجب ان تتمتع القناة بنخبة جيدة من الاعداد الجيد والمذيعين الجيدين كي ترتقي بمستوى ما يطمح اليه جمهورها.
شاركت ببعض الامسيات الشعرية كعريفة، فكيف وجدت التعامل مع الشعراء؟
العطروز: في الحقيقة انا شاركت في الكثير من الامسيات الشعرية، واهمها امسيات «هلا فبراير» وغيرها الكثير، ومن خلال تعاملي مع الشعراء في الامسيات، فقد كنت جدا سعيدة لأنهم اخوة لي أولا وكانوا يتحفونا بأروع القصائد وهم محترمون جدا معي أشعر دائما من خلال كلامهم واسلوبهم بأنهم يتعاملون مع أختهم لا انسانة غريبة، التعامل معهم كالتعامل مع اي انسان وان شذ بعضهم، لكن تبقى الاصالة والحشمة من طباع العربي الاصيل.
السلمان: التعامل مع الشعراء يثري المذيع او المذيعة، ويبقى الشعراء بشرا يمرون بكل حالات الانسان العادي، وانا شخصيا لدي القدرة على التعامل مع جميع انواع البشر على اختلاف حالاتهم النفسية لأني اقرأ كثيرا في علم النفس وعلم الاجتماع ولغة الجسد كنوع من الهوايات وهذا يسهل علي كثيرا.
هل يجب على مقدمة الامسيات الشعرية ان تكون متذوقة بالشعر حتى تنجح بتقديم الامسيات؟
العطروز: أقول ليتها كانت ايضا شاعرة وليست متذوقة فقط، لأن ذلك سيزيد من وعيها وادراكها للمفاهيم والصور الشعرية وتستطيع التعقيب بشكل جيد وربما تلقي بلمسات ناعمة من بعض الابيات لتضفي جوا على الامسية.
السلمان: نعم كمطلب بسيط لأن لو العريفة ليس لها اي اهتمام بالشعر وليست حتى متذوقة للشعر فسيظهر وقتها عدم الاهتمام هذا واضحا للحضور في شرودها وعدم صبرها وعدم فهمها لما يقوله الشاعر في الامسية.
اين انت الآن من القنوات الشعرية؟
العطروز: حبذا لك ان تقول اين الآن القنوات الشعرية، قلتها في السابق هي عاصفة هوجاء ثارت لبرهة من الزمن وعندما توقفت الريح القت متاعها الآن لا نرى قنوات شعرية، في الامس القريب كنت في «البوادي» وقد نجحت ببرامجي وحظيت باعجاب كبير ولكن القناة توقفت فتوقفنا.
السلمان: انا موجودة لكن المشكلة ان القنوات الشعرية محدودة وبرامجها ايضا محدودة ونادرا ما نجد فيها الابداع والابتكار والتجديد.
هل تعتقدين ان الجمال مطلب مهم للمذيعة التي تعمل بالقنوات الشعرية حتى يتقبلها جمهور الشعر؟
العطروز: الجمال مطلب لكل القنوات حتى لكل الناس، فالله عز وجل جميل يحب الجمال فكيف بنا نحن صنعة الله وخلقه وجميل ان نرى مذيعات جميلات في القنوات الشعرية لأن اي شيء جميل يشد الانتباه في البداية قبل الكلام ولكن من المهم اكثر ان تكون مثقفة وملمة حتى توصل رسالتها، فلا تدع جمالها سلعة للعرض حتى تستقطب الجمهور، عليها الاهتمام بالمضمون حتى تصل الى القلوب وتلقى ترحيبا واستمرارية ولتعلم هذه المذيعة وتلك ان الجمال زائل مع الزمن، لكن ما ينفع الناس يبقى على الارض ويعمر وتتذكره الاجيال.
السلمان: نعم لكن ايضا الثقافة والخبرة واللباقة مطلب اهم من الجمال في كل المجالات لكن لا يمنع ان تكون جميلة ومثقفة ولبقة في آن واحد.
هل وجدت صعوبة في تقديم الامسيات؟
العطروز: الحمد لله انا لا اخشى الجمهور وان كنت خجلة بطبعي، لكن اذا وضعت في موقف او عمل فلا ارضى بالقليل وابذل كل ما بوسعي لاصل الى القلوب اولا والى التألق، كما ان التقديم اعتدت عليه منذ نعومة اظفاري، فالامر جدا بسيط وممتع.
السلمان: لا لم اجد صعوبة بل بالعكس وجدت نفسي في هذا المجال كونه اتاح لي التواصل المباشر مع الجمهور واستمتعت بردود فعل الجمهور مباشرة من دون حواجز.
الا تعتقدين ان جمهور الشعر يختلف عن باقي الجماهير؟
العطروز: جمهور الشعر هو جزء من جميع المجتمع، لكن ميوله وحسه جعله يتذوق الشعر فيسمعه ويتابعه ولا تنسى اننا كقبائل قد شربنا الشعر وتربينا عليه، لذا نتأثر في الكلمة والشعر وقد يثير حميتنا بيت واحد وقد يتصالح المتخاصمان في بيت اخر لكن بصراحة مع ان الشعر حس وشعور يحمل صاحبه الى الذوق الرفيع ويسمو به، الا انني في بعض الامسيات شاهدت مواقف لا تليق بالشعر واصحابه ومتذوقوه رأيت فزعة وكأن الجمهور جاء للمبارزة وكل يناصر شاعره دون ان يدري أو يعي الابيات التي لربما تكون غير قوية بالنسبة لشعر الشاعر الاخر. وهنالك من هم متذوقون بحق.
السلمان: نعم يختلف كما ذكرت سابقا فهو يبحث ويتطلع للشعر والشعراء واخبارهم بشكل عام ويترصد الخطأ من المذيعين ولن يتقبل اي خطأ منهم لذلك هو جمهور شبه متخصص بالشعر يجب ان يكون المذيع مثقفا في هذا المجال ومتابعا للساحة الشعرية.
هل هناك شاعر معين تحلمين بأن تكوني عريفة لامسيته؟
العطروز: بما اننا نتحدث عن الاحلام حلمت بأن أكون عريفة لامسية يكون فيها طرفة بن العبد والمتنبي وأبوفراس الحمداني، وان كنت تحدثني عن وقتنا المعاصر لقلت لك امسية فيها أحمد شوقي ومحمد مهدي الجواهري ومحمود درويش وبدر شاكر السياب، رحمهم الله جميعا، أما في المستقبل وبأمانة أحلم ان اكون عريفة لامسية يكون شاعرها والدي الشاعر الكبير د.زاهي المفلح العطروز (كل فتاة بأبيها معجبة).
السلمان: الشعراء ما شاء الله كثيرون في هذا الزمن لكني اتمنى أن اكون عريفة أمسية ويكون شاعرها الأمير خالد الفيصل والشاعر ناصر الفراعنة.
كلمة اخيرة توجيهتها لقراء «الأنباء».
العطروز: أولا الشكر لله على كل حال وعلى ما اعطانيه من ثقافة وادب وعلم والشكر لكم على هذا اللقاء والعذر من جمهوري والجميع عن ابتعادي واتمنى ان تبقى تماضر في ذاكرتكم، وارجو متابعتي في اذاعة الكويت واذاعة البرنامج الثاني حيث وجدت وطني بين ثريات تتقد ثقافة ومعرفة وعلما وفائدة وذلك في مراقبة البرامج الادبية والثقافية ممثلة بأساتذتي الكبار الغيورين على تراثنا وثقافتنا منهم عقيل عيدان وفهد مشعل المطيري واساتذتي في اذاعة البرنامج الثاني سامي العنزي وبدر الاستاذ وفهد العنزي وغيرهم الكثير ممن امنوا بموهبتي وثقافتي وساعدوني.
تابعوني في الاذاعة وانتظروني قريبا على احدى المحطات بعون الله ولن انسى قبل الختام ان اشكر خالد المويهان على ما قدمه لي وفي الختام اردد قائلة ما قاله الامام الشافعي رحمه الله:
- الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
- والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
- أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
- وتستقر بأقصى قاعه الدرر
- وفي السماء نجوم لا عداد لها
- وليس يكسف إلا الشمس والقمر
السلمان: شكرا لكم على إتاحه هذه الفرصة لي عبر واحتكم الجميلة التي تتميز دوما بكل جديد ونتمنى لكم التوفيق للرقي بالشعر عاليا.