المالي «كيتا» نموذج مشرف للمسلم الملتزم داخل وخارج الملعب
يعتبر لاعب برشلونة الاسباني والمنتخب المالي لكرة القدم سيدو «أحمد» كيتا نموذجا مشرفا للمسلم الملتزم سلوكيا داخل وخارج الملعب في الملاعب الأوروبية حيث يقدم كيتا صورة مشرفة للإسلام في الدوري الاسباني لدرجة انه استحق تحية وتقدير منافسيه قبل زملائه.
ويقول سيدو كيتا: «أن تكون مسلما..يمكنك أن تعيش حياتك بكل الطرق»، وأضاف: « ليست لدي مشاكل مع أي شخص لأنني أسير على الطريق الصحيح في التصرف». وأكد كيتا أن الدين الإسلامي يواجه صعوبة كبيرة جدا، ويعترف قائلا: «صورتنا الآن سيئة كمسلمين، لكن المسلم هادئ ومحترم جدا، ولا يقوم بإيذاء أي شخص»، وأشار كيتا إلى الجماعات الإرهابية، التي تعمل باسم الإسلام، لفرض أفكارها على العالم، وقال إن مثل هذه الأعمال لا تستطيع أن تسيء لصورة هذا الدين.. وقال أحمد كيتا كما يحب ان يسمي نفسه: «عندما تقول أنا مسلم العديد من الناس يتخيلون أنك إنسان سيئ، هذا غير عادل إطلاقا لأن المسلم لا يختلف عن أي شخص آخر».
واثبت كيتا تدينه الكبير عندما صرخ «الحمد لله.. الحمد لله» باللغة العربية بعدما سجل هدفه في مرمى ليون الفرنسي في دوري الابطال الاوروبي ثم سجد شكرا لله على الهدف وسط ملعب «كامب نو» الخاص ببرشلونة حيث وقف كل من ميسي وجيرار بيكيه في حيرة لعدم معرفتهم ما الذي يجب ان يفعلاه في مثل هذا الموقف لكنه لم يمهلهم من الوقت كثيرا حيث نهض وحياهم. ويؤكد كيتا ان فريق برشلونة يعتبر مثاليا في احترام الجميع ففي النادي المسلمون والكاثوليك والبروتستانت وجميعنا في النادي من اجل هدف واحد وهو لعب كرة قدم والجميع هنا يحترمون الديانات المختلفة للاعبين كما اكد انه يؤدي صلاته في «كامب نو» ولا يرى اي تعجب من الآخرين على ذلك بل الاحترام المتبادل دائما.
ويعتبر شهر رمضان من اكثر الفترات حساسية للاعب كيتا حيث دائما ما كان متمسكا بالصوم في هذا الشهر حتى لو كانت هناك مباريات مهمة، إذ كان يبذل جهدا مضاعفا لعمل التوازن المطلوب واكد كيتا دائما انه يحاول احترام مبادئ العمل لكن من دون المساس بفرائض الاسلام.
وكان كيتا قد رفض عرضا مغريا من ريال مدريد الاسباني قبل توقيعه مع برشلونة بسبب الراعي الرسمي للفريق (شركة بوين) حيث اكتشف أن هذه الشركة مساهمة في شركة أخرى عالمية تصنع الخمور في أوروبا.
وفي المقابل وقع عقده مع برشلونة وحسب الجريدة نفسها: فإن ما شجع كيتا على التوقيع مع برشلونة هو دعاية «يونيسف» على قمصان هذا الفريق. ويعرف كيتا بالتزامه وتدينه، حيث أجبر ناديه السابق إشبيلية على تأمين غرفة خاصة للصلاة، مع اللاعب الشهير فريدريك «محمد» كانوتيه.
وبعد تتويج برشلونة بلقب كأس ملك اسبانيا كان هناك عضو من اعضاء النادي يرش اللاعبين بالخمر وخرج كيتا وزميله بالفريق يحيي توريه بسرعة خارج الاحتفال كي لا تلمسهم الخمر وهو ما يدل على انهم حقا مسلمون ملتزمون.
مسيرة بطل
ولد كيتا في باماكو بمالي في 1980، وعندما بدأ في صنع اسم له في عالم كرة القدم الأوروبية كان ذلك عن طريق الدوري الفرنسي حينما انضم لفريق أولمبيك مرسيليا في موسم 1999/2000 ولكنه لم يمكث هناك سوى عام واحد ولم يحالفه الحظ خلاله لينتقل بعدها إلى لوريان وحقق كأس فرنسا مع الفريق ثم انضم لصفوف لنس الذي لعب معه لمدة اربعة مواسم في الفترة بين 2003 و2007.
وحظي لاعب الوسط بالكثير من التوفيق عندما أنهى موسمه الأخير بتألق كبير من خلال إحرازه 11 هدفا في 37 مباراة بالدوري وتم ترشيحه كثاني أفضل لاعب بالدوري الفرنسي بعد فلورنت مالودا. وبعد قضاء 8 سنوات في فرنسا انتقل الدولي المالي إلى اشبيلية في صيف 2007 ولعب 31 مباراة من إجمالي 38، بدأ كأساسي في 29 منها. وسجل أربعة أهداف خلالها، ما يشير إلى أنه يجيد التصويب عن بعد بالإضافة إلى إمكانياته الأخرى.
ويعتبر كيتا أساسيا في صفوف منتخب مالي منذ عام 2004، وشارك في كأس الأمم الافريقية عام 2008.
بجانب هذا بدأ كيتا مشواره مع المنتخب المالي في سن مبكرة وحقق نتائج جيدة، وفاز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في كأس العالم تحت 20 عاما في نيجيريا عام 1999، وحينها أنهى منتخب مالي المسابقة في المركز الثالث.