حسين خرجه يفضل الصيام على اللعب أساسياً في جنوى
تابع اللاعب الدولي المغربي حسين خرجه من كرسي الاحتياط مباراة فريقه نادي جنوى ضد روما في المرحلة الاولى من الدوري الايطالي الشهر الماضي، وقد عزا المراقبون ذلك إلى «رمضان» بحكم أن خرجة من اللاعبين المسلمين القلائل الذين يحافظون على صوم رمضان، وهو ما جعل المدرب لا يعتمده كأساسي بالرغم من أن جميع التوقعات كانت تشير إلى أنه كان سيكون كذلك في تشكيلة جنوى.
ويعتبر صوم لاعبي كرة القدم المسلمين في إيطاليا من المواضيع التي تثار كل سنة مع حلول شهر رمضان ولو من باب الفضول، إلا أن تزامن «رمضان» هذه السنة مع انطلاق البطولة (الكالتشيو) وارتفاع درجة الحرارة في هذه الفترة جعلت الموضوع يثار بقوة، فقبل مباراة جنوى وروما بقليل تم تبديل لاعب انتر ميلان «علي سولي مونتاري» في نصف الساعة الأول من المباراة امام باري وكتبرير لهذا التغيير أشار البرتغالي «جوزيه مورينيو» مدرب فريق انتر ميلان الذي يلعب له «مونتاري» إلى أن صيام اللاعب أثر عليه بشكل سلبي. لكن معظم الصحف المتخصصة لم تر في كلام «مورينيو» سوى تبرير للحالة الباهتة التي ظهر بها حامل اللقب، فكيف لصوم يوم واحد أن يؤثر في لاعب محترف من حجم «مونتاري»، وتساءلت وسائل الإعلام عن أن معظم اللاعبين لم يكونوا أحسن حالا منه فهل كلهم صائمون؟
ورد رئيس الجاليات والمنظمات الاسلامية في ايطاليا محمد نور داشان مباشرة على المدرب الذي اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل فيما طرحت بعض وسائل الاعلام في أوروبا موضوع رمضان وكرة القدم على صدر صفحاتها مجددا وأوضح داشان: «ان اللاعب المؤمن سواء كان مسيحيا او يهوديا او مسلما هو أكثر راحة نفسيا وهذا يحسن أداءه».
وفي عنوان ساخر لموقع صحيفة «ليبرو» جاء أن انتر ضاع بين رمضان و«كواريسما» الذي خيب جميع الآمال المعقودة عليه وقد ظهر باهتا أثناء مباراته الأخيرة، كما أن كواريسما في الديانة المسيحية تعني الصوم الكبير الذي قد يصل حسب التعاليم المسيحية إلى 55 يوما، فالجميع إذا ـ حسب ليبرو ـ كان صائما.
وكان العديد من المنابر الإعلامية تقتصر في تناولها لموضوع الصيام على لاعبين اثنين وهما الدولي المغربي حسين خرجة لاعب فريق جنوى للموسم الحالي ولاعب فريق سيينا للموسم الماضي والذي لعب كذلك لنادي روما، وكذا اللاعب المالي محمد الامين سيسوكو لاعب يوڤنتوس، فهذان اللاعبان معروفان لدى الرأي العام بحرصهما على الشعائر الدينية وتدينهما بصفة عامة.
حريص على الصيام
وكان حسين خرجه منذ قدومه إلى إيطاليا سنة 2001 ومع كل الفرق التي لعب لديها حريصا على صيام رمضان وهذا ما يذكره معظم الذين عرفوه، بل سمح له مع فريقه الحالي بالتدرب ليلا حتى يتمكن من أداء الصيام دون مشاكل، وقد يعتبر جلوسه على كرسي الاحتياط في المباراة الأخيرة نوعا من التفهم لوضعيته بالرغم من حاجة فريقه إليه، وكذا «سيسوكو» فقد وصف أداؤه للشعائر الدينية من قبل صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» بالأصولي فهو حريص على أداء الصلوات في وقتها وكذا على الصيام.
فارس الكالتشيو
ولا يختلف اثنان على أن خرجه قد أثبت تألقه وأصبح أحد الأعمدة الأساسية في صفوف اي فريق حيث كان احد نجوم روما وسيينا وببياتشينزا وأخيرا جنوى. ونجح خرجه في جذب الأنظار إليه من كل حدب وصوب الموسم الماضي مع سيينا وخصوصا عندما سجل هدف الفوز في مرمى فيورنتينا.
وعلى الرغم من أن خرجة فرنسي المولد، إلا أنه بدأ مشواره الكروي في البرتغال، ثم انتقل إلى إيطاليا دون أن يلعب في الدوري الفرنسي، حيث إن السر وراء هذا التحول يعود إلى أنه في البداية كان على وشك بداية مشواره الكروي في فرنسا من بوابة باريس سان جيرمان لكن إداريي النادي رفضوا منحه عقدا احترافيا، وقدموا عرضا نصف احترافي، فما كان منه إلا أن اتخذ قرارا باللعب خارج فرنسا.
واعتبر النجم المغربي أن تجربته في تيرنانا أحلى لحظات حياته الكروية وأرجع ذلك إلى كونه قائدا للفريق في ذلك الوقت، في حين إن تجربته مع فريق العاصمة روما كانت جيدة أيضا، إذ تعلم هناك الكثير من زملائه ذوي الخبرة الكروية الكبيرة.
وعن تمتعه بشعبية كبيرة في الدوري الايطالي وفرصته في انطلاق نجوميته إلى آفاق أوسع أعرب عن سعادته بالحفاوة الكبيرة التي لاقاها بها جمهور سيينا ثم جنوى رغم قصر الفترة التي أمضاها في النادي، وهو يشعر بالفخر من ذلك، ويتمنى مواصلة تألقه بهذا المستوى.