عادل الشيحي مغربي يتألق في «البوندسليغا» وقدوة حسنة للمسلمين
تحفل الملاعب في أوروبا بالعديد من اللاعبين المسلمين الذين يقدم بعضهم صورة طيبة للدين الإسلامي في البطولات الأوروبية، ويعتبر بعضهم سفراء مشرفين للإسلام عن طريق التزامهم وتمسكهم بتعاليم وفرائض الدين، وابتعادهم عن التورط في فضائح جنسية أو إدمان للخمور والمخدرات بجانب تبرعاتهم للفقراء والمرضى ومساهماتهم في أعمال الخير. وخلال شهر رمضان الكريم تقدم «الأنباء» مسيرة 30 لاعبا مسلما في الملاعب الأوروبية كما نستعرض عاداتهم وتقاليدهم ومدى التزامهم بالدين بجانب تأثير الصيام عليهم خلال شهر رمضان، حيث نجد لاعبين يصومون وآخرون يفطرون، وقد يجبر البعض على الإفطار تجنبا لغضب المدرب أو لأي عقوبات من ناديه.
يواصل المحترفون العرب تألقهم في الدوري الالماني «البوندسليغا» حيث قدم المغربي المسلم عادل الشيحي نموذجا رائعا للاعب المسلم الملتزم بفرائض دينه والمحافظ على الصلاة والصوم خلال المرحلة الرابعة من الدوري الالماني، حيث شارك مع ناديه كولن امام هامبورغ وسجل هدف فريقه الوحيد (1 ـ 3) رغم كونه صائما. وكان الشيحي قد صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام بأن مدربه في فريق اف سي كولن زفونيمر سولدو هدد باستبعاده من التشكيل الأساسي للفريق في حال صيامه لكن المدرب بعد إصرار تفهم موقف الشيحي، خصوصا بعد إصرار الشيحي وزميله اللبناني يوسف محمد على الصيام ونظرا لأن الشيحي ويوسف من العناصر الأساسية في كولن رضخ المدرب للموقف ووافق على صيامهما.
وبجانب التزام الشيحي بصيام شهر رمضان الكريم فهو أيضا ملتزم بأداء الصلوات في وقتها كما يساعد الفقراء ويقدم تبرعات للمحتاجين ويرعى الاطفال في بلاده لذلك فهو يعتبر قدوة حسنة للشباب المسلم.
وكان الشيحي قد ولد بألمانيا في فبراير من سنة 1988 من أب وأم مغربيين. وظل يحمل جوازا واحدا منحته إياه السلطات الألمانية إلى أن انضم إلى منتخب الشباب المغربي، إذ أصبح حاصلا على جواز مغربي.
والآن بات لاعبا مهما ضمن المنتخب الأولمبي. رغم المحاولات الألمانية لضمه لصفوف المنتخبات الألمانية.
وتألق الشيحي مع منتخب المغرب للشباب في بطولة كأس العالم للشباب في هولندا، وسجل هدفا رائعا في الدور الأول للبطولة، وقاد بلاده لاحتلال المركز الرابع، فيما كان هذا الموسم من أبرز مواهب دوري الدرجة الأولى الألماني مع فريقه كولن. وتلقى الشيحي (21 سنة) العديد من عروض الاحتراف عقب انتهاء البطولة كان أبرزها من نادي ارسنال الانجليزي الذي عرض مبلغ 10 ملايين يورو من أجل الحصول على خدماته، كما حاول نادي توتنهام ضمه أيضا، لكن نادي كولن كان مصرا على عدم التفريط به.
وطوال الفترة الماضية كان إصرار الشيحي واضحا على موقفه الرافض تماما للعب مع المنتخب الألماني والتخلي عن قميص منتخب بلاده، وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة المنتخب المغربية: «أؤكد أنني سأبقى متشبثا بوطنيتي، ولا يمكن لأحد أن ينزعها مني مهما كان وضعه، أنا مغربي وسأظل كذلك وسأدافع عن القميص الوطني إلى أن ينادى علي للمنتخب الوطني الأول الذي أتوق إلى حمل قميصه، وهو الحلم الذي يراودني منذ مدة، وأتمنى تحقيقه في القريب العاجل».
ولعب الشيحي في البداية لنادي دوسلدورف في الفئات الصغرى ثم انتقل الى نادي كولن الذي وجد فيه الأرضية الصلبة لتحقيق طموحاته، حيث تدرج عبر جميع فئاته إلى أن بلغ الفريق الثاني للنادي، الذي كان يلعب بالدرجة الثالثة. وكان عمره آنذاك 17 سنة. وخلال هذه المدة تهافتت عليه عدة أندية من فرنسا وإسبانيا وانجلترا. كما عرض عليه المنتخب الألماني للشباب حمل قميصه، لكنه رفض انطلاقا من هويته المغربية.
يقول في تصريحات صحافية «تشبثت بمغربيتي، وحرصت على أن أبقى مخلصا لوطني رغم أنني تلقيت إغراءات لا مثيل لها».
ويضيف: «أنا مغربي وأرفض المساومة حول وطنيتي، الألمان يقولون لنا أنتم أفارقة، ووضعيتكم متردية، وإذا لعبتم لمنتخب ألمانيا فإنكم ستكونون أحسن، لكني رفضت مثل هذه الضغوطات من أجل بلدي».
الوجه الإنساني الآخر للشيحي الذي لا يعرفه الكثير هو انه يتبنى ماديا ومعنويا فتاة في سن الـ 12 مبتورة الذراعين والساقين. وهي فتاة مغربية من سيدي بطاش، ضواحي التمارة، وهي قرية فقيرة، ومعزولة رغم قربها من العاصمة الرباط. ويحكي الشيحي أنه عندما كان ضمن منتخب الشباب بآسفي وعند متابعته لأحد البرامج على القناة الثانية، لفتت نظره هذه الفتاة المعاقة فحن قلبه إلى مساعدتها. يقول: «أحسست بجانب إنساني نحوها. فقد كانت محتاجة ليد بيضاء تمتد نحوها وهي تحاول الكتابة دون يدين، على الفور طلبت من مدير أعمالي أن يأخذ أول طائرة ويتجه إلى المغرب، حاملا معه بعض النقود، ثم وعدت نفسي بأن أزورها كلما أتيت للمغرب، وفعلا وفيت بذلك».