كتاب ومؤلف
المعتوق: استذكار الأحداث الإسلامية التاريخية الواقعة في رمضان يشعر الصائم بما عانته الأمة من مواقف عظيمة وفتن عصيبة
أكد الداعية وليد عبدالله المعتوق أن استذكار الأحداث الإسلامية التاريخية التي وقعت في شهر رمضان يشعر المسلم والصائم خاصة بما عانته الأمة الإسلامية من مواقف عظيمة وفتن عصيبة، مشيرا إلى انصراف البعض عن قراءة التاريخ الإسلامي مستعيضين عنه بقراءة تاريخ الأمم الأخرى والملل المنحرفة.
وأوضح المعتوق في لقائه مع «الأنباء» حول كتابه المطبوع حديثا «الأحداث العظام بما وقع في شهر رمضان» أنه جمع أحداثا ووقائع عظاما وأخبارا فريدة وقعت في شهر رمضان المبارك، لافتا إلى أنها أحداث نافعة حري بالمسلم والمسلمة خاصة من تصدى للوعظ والإرشاد والنصح للمسلمين أن يكون عنده إحاطة بها.
وأضاف أنه حرص في هذا الجمع على تبيين أمجاد المسلمين، أملا في أن يقتدى بهم في نشر الإسلام الحق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقوله صلى الله عليه وسلم «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما الموضوع الذي تناوله مؤلفكم وحرصتم على عرضه للقراء؟
الكتاب عبارة عن مجموعة من الأحداث والأخبار العظيمة التي وقعت في شهر رمضان اخترته للقراء فيما تيسر من كتب متفرقة، حرصت على ألا يستغني عنها أئمة المساجد في شهر رمضان لقراءتها على المصلين في كل يوم بعد صلاة العصر أو بعد صلاة الفجر مثلا، وكذلك ضمنت الكتاب بعض المتفرقات في ختامه والتي لا يستغني عنها كل مسلم أدرك رمضان ثم رحل عنه هذا الشهر الفضيل.
ما الباعث وراء تأليف وجمع هذه الأحداث التاريخية النبوية؟
حرصت على أن يكون هذا البحث والجمع في متناول كل مسلم وداعية إلى الله تعالى حتى يستشعر أيام شهر الصيام حين يدرك هذا الشهر، وهو يقرأ في كل يوم من هذه الأيام المباركة حدث مهما من أحداث هذه الأمة الإسلامية، التي فيها الخيرية إلى يوم القيامة، فيقرأ هذه الأحداث الرمضانية على أهل بيته وجيرانه.
وكان الباعث أيضا على هذا الجمع ندرة الكتب التي جمعت الكثير من الأحداث المهمة التي وقعت في هذا الشهر الكريم بشيء من التفصيل في كتاب مفرد، وكان الحرص على أن أذكر بشيء من التفصيل هذه الأحداث لكي يشعر الصائم في هذا الشهر بما حصل في هذه الأمة من أحداث عظيمة وفتن عصيبة، وأحداث جليلة وغريبة في آن واحد، وقل من اهتم فيما أعلم في هذا الزمان من المسلمين بمعرفتهم بالتاريخ الإسلامي وما حصل في هذا الشهر الكريم خاصة، وأصبحوا إلا من رحم الله تعالى يهتمون بما حصل من أحداث تاريخية لدول غير إسلامية، كاليهود والنصارى، وكذلك من الفرق الضالة والملل الباطلة.
سرية حمزة رضي الله عنه
ما أبرز السرايا والغزوات التي حدثت في شهر رمضان؟
من الأحداث التي وقعت في شهر رمضان، سرية حمزة رضي الله عنه، وهي أول لواء يعقده رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك على رأس 7 أشهر من مهاجره على ثلاثين راكبا من المهاجرين، وليس فيهم من الأنصار أحد إلى ساحل البحر، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص من أرض جهينة يعترضون عيرا لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة فيها أبو جهل في 300 راكب. فبلغوا ماء بالحجاز بأسفل ثنية المر، فالتقوا، وصفوا للقتال، فمشى بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعا للفريقين جميعا، فانصرف القوم بعضهم عن بعض ولم يكن بينهم قتال. فتوجه أبو جهل في أصحابه وعيره إلى مكة، وانصرف حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه في أصحابه إلى المدينة.غير أن سعد بن مالك رضي الله عنه، رمي بسهم يومئذ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام.
بدر الكبرى
ومن أبرز الغزوات وأشرفها غزوة بدر الكبرى، ففي يوم الجمعة، السابع عشر من شهر رمضان، من السنة الثانية للهجرة، ظفرت العصبة المؤمنة رغم قلتهم، وقلة عدتهم على المشركين آنذاك، فقد كان عدد المسلمين (314) رجلا.وكذلك انعدام الاستعداد المادي، وصدق الله تعالى إذ يقول: (لعلكم تشكرون ـ آل عمران 123)، وكان عدد المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين عدة وعددا، بقيادة أبي جهل، وكانت بدر اول معركة عامة تحصل بين الحق والباطل بعد البعثة، وسميت الفرقان، وكانت ارغاما للباطل وأهله، قال تعالى (يوم نبطشة البطشة الكبرى انا منتقمون).
غزوة الأحزاب
وأيضا من أعظم الأحداث التي لا يمكن للمسلم نسيانها، هي غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، حيث كان الاستعداد لغزوة الخندق في رمضان من السنة الخامسة للهجرة، قال بن حجر، في الفتح: «وهو المعتمد وتسمى أيضا بالأحزاب، يعني أن لها اسمين، والأحزاب جمع حزب أي طائفة، فأما تسميتها الخندق فلأجل الخندق الذي حفر حول المدينة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الذي أشار بذلك سلمان رضي الله عنه. قال سلمان رضي الله عنه، للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بحفر الخندق حول المدينة، وعمل فيه بنفسه ترغيبا للمسلمين، فسارعوا إلى عمله حتى فرغوا منه، وجاء المشركون فحاصروهم، وأما تسميتها الأحزاب فلاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين، وهم قريش وغطفان واليهود ومن تبعهم. وقد أنزل الله تعالى في هذه القصة صدر سورة الأحزاب.
وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى، بأسانيده أن عدتهم عشرة آلاف، قال: وكان المسلمون ثلاثة آلاف. وقيل: كان المشركون أربعة آلاف والمسلمون نحو الألف. وذكر موسى بن عقبة رحمه الله تعالى، أن مدة الحصار كانت عشرين يوما.ولم يكن بينهم قتال إلا رميا بالنبل والحجارة. وأصيب منها سعد بن معاذ رضي الله عنه، بسهم فكان سبب موته، وذكر أهل المغازي رحمهم الله تعالى، سبب رحيلهم، وأن نعيم بن مسعود الأشجعي رضي الله عنه، ألقى بينهم الفتنة فاختلفوا، وكان ذلك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، له، ثم أرسل الله عليهم الريح فتفرقوا، وكفى الله المؤمنين القتال.
فرض الزكاة
لكن ما أهم الأحكام التي فرضت ونزل الأمر بها في شهر رمضان؟
فريضة الزكاة، حيث فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي فريضة على كل مسلم ملك نصابا من مال بشروط، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد قرنت بالصلاة في 82 آية. وفريضتها ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة في الكتاب العزيز قال سبحانه: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، ومن السنة المطهرة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان». صحيح البخاري، وشرعت الزكاة لحكم سامية، وأهداف نبيلة لا تحصى، ومنها: 1 ـ تطهير المال وتنميته ووقايته من الآفات ببركة طاعة الله وتعظيم أمره. 2 ـ تطهير النفس البشرية من رذيلة البخل والشح والشر والطمع. 3 ـ مواساة الفقراء وسد حاجة المحتاجين والبؤساء والمحرومين. 4 ـ جمع القلوب المشتتة على الإيمان والإسلام، والانتقال بها من الشكوك وضعف الإيمان إلى الإيمان الراسخ واليقين التام. 5 ـ إقامة المصالح العامة التي تتوقف عليها حياة الأمة وسادتها. ولقد جاءت الآيات القرآنية مرغبة في أداء الزكاة، ومبينة للأجر العظيم والثواب الكبير لمن أداها،
قارئ للقرآن
الكليب: الحفظ السماعي يقوي الحفظ ويحسن القراءة.. ومشروع الماهر في القرآن لإحياء التراث وصل لقراء نيجيريا
أوضح القارئ فواز مشاري الكليب أن قراءة القرآن متعة لا يحس بها إلا القارئ والحافظ له، لافتا إلى أهمية أن يستغل المسلم هذا الشهر الفضيل بتلاوة القرآن وتدبر معانيه، وبين أن حفظ القرآن ليس بالأمر الصعب خاصة على من كانت لديه العزيمة الصادقة والإرادة الحقيقية.
وأكد الكليب، في لقائه مع «الأنباء»، أن حفظ القرآن عن طريق سماعه بالأشرطة هي أفضل الطرق، خصوصا إذا اعتاد الحافظ استماع الآيات بصوت قراء كبار متقنين وأدمن ذلك، مشيرا إلى أنها طريقة مميزة في تحسين التلاوة والتجويد، وفيما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن بداياتك في حفظ القرآن الكريم وما الدوافع التي شجعتك لتحقيق ذلك؟
البداية كانت في البيت، حيث أن والدي كان لهما فضل كبير في حفظي، فكانا كثيرا ما يشجعاني على حفظ القرآن، فكانا يشتريان لي الختمات كختمة الشيخ علي جابر، لأستمع لها واحفظ من خلالها وفي المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمون اعتنى بي توفيق الرزوقي وهو مدرس تربية إسلامية، فشجعني وحثني وعلمني على تلاوة القرآن، فوافق التشجيع في البيت والتشجيع في المدرسة، ومما حفزني على حفظ القرآن المشاركة في مسابقات حفظ القرآن، حيث لها دور كبير بعد فضل الله في حفظ القرآن، وبالأخص مسابقات وزارة التربية التي كنت اشارك فيها كل سنة، وهكذا حتى ختمت القرآن حفظا بحمد الله.
الحفظ بالسماع
حدثنا عن الطريقة التي اتبعتها في حفظ القرآن ووجدتها مجدية جدا.
حفظت القرآن سماعيا، وهو اكثر ما افادني، وهي نتيجة توجيه الوالدة حفظها الله، حيث كانت تشتري لي مسجلة وختمة القرآن بالأشرطة، وبدوري أقوم بسماعها على الدوام، وتوصيني وتقول «اسمع الآيات ثلاث مرات وبعدها اقرأ مع الشيخ ثلاث مرات، وبعدها كرر الآيات لوحدك ثلاث مرات، وفي العاشرة بإذن الله ستكون قد حفظتها. فأكثر حفظي وخصوصا في الصغر كان سماعيا وعبر الأشرطة.
فالحفظ السماعي أقوى مراتب الحفظ، لاسيما ان صاحبه حفظ أداء الشيخ في هذه التلاوة وهو أكثر ما أفادني إلى الآن، خاصة في الآيات المتشابهة، وله أثر كبير أيضا في حسن قراءتي وتجويدي، حتى في الأمور الدقيقة جدا في التجويد، مثل ما يسمى بالاختلاسات، وهذه عادة لا يعرفها إلا كبار القراء، فحين تختلط علي حفظ الآية أحاول استذكار كيفية أداء الشيخ لها من خلال سماعي لها عبر الشريط، (فأصل بإذن الله إلى الصواب، وكنت ولازلت أستمع لأشرطة القرآن قبل النوم وفي السيارة في الذهاب والاياب، وفي كل أوقاتي، لاسيما في الاجهزة الالكترونية الجديدة التي تيسر سماع القرآن في أي وقت وفي أي مكان فمن يريد أن يكون متميزا في قراءة وحفظ القرآن فليس عليه السماع فحسب، بل إدمان السماع، وهذه الطريقة التي كسبتها من والدتي بدأت اوصلها لأولادي ايضا.
متعة القرآن
ما رأيك فيمن يجد المشقة في حفظ القرآن الكريم ويستصعب أن يكون حافظا له؟
قبل ان نتكلم عن المشقة والعسر، حفظ القرآن متعة، فعندما يكون الإنسان دائما مع القرآن ويحفظ آيات جديدة لم يكن يحفظها من قبل ويتعلم فيها أحكام وفوائد جديدة، فإنه يشعر بالسعادة والمتعة، بالإضافة إلى البركات التي يكتبها الله لحافظ القرآن، حيث يجد في نفسه الطمأنينة والسعادة، وكما قال الامام الشاطبي عن القرآن: وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا، علاوة على ذلك محبة الناس لحافظ القرآن، فالناس دائما تحب حافظ القران، مثلما أحب الناس أخونا الشيخ محمد البراك لحفظه القرآن وهو صغير، وهذه الأشياء تدفع الإنسان للحفظ.
ويقول الله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، فحفظ القرآن سهل، بل على العكس ولا أسهل منه، لكن يحتاج الى جدية وعزيمة بلا تردد، فمن يكون جادا سيجد كل العقبات مذللة امامه بإذن الله.
التنظيم سهل
لكن كيف تنظم وقتك في مراجعة القرآن الدائمة ومهامك الحياتية الأخرى؟
هذا سهل جدا، وإنما يحتاج فقط إلى أهمية حفظ القرآن وتنظيم وقت، فالإنسان ينظم وقته لا شعوريا، فلماذا لا ننظم وقتنا في حفظ القرآن، فالطالب او الموظف قد اعتاد القيام للدراسة أو العمل من الساعة 7 صباحا إلى 1 ظهرا، حتى تأقلم على هذا الشيء وصار روتينا في حياته، وكذلك اعتياد المسلم لذهاب إلى المسجد للصلاة، ووجبات الطعام والنوم كل هذا وقته مرتب لا شعوريا، فأنت تحتاج إلى تخصيص وقت لحفظ القرآن ومراجعته.
الماهر في القرآن
هل حرصت على إيصال الخير الذي عندك من حسن التلاوة والحفظ إلى الآخرين؟ وما حقيقة مشروع الماهر في القرآن؟
حاليا انا أشرف على حلقات تحفيظ القرآن في مسجدي، بالإضافة إلى كوني اماماً وخطيباً، وقد خصصت حلقة تصحيح التلاوة للكبار كل شهر رمضان بعد صلاة العصر في المسجد، كما كانت لي مشاركة في مشروع «الماهر في القرآن» والذي تبنته جمعية احياء التراث الاسلامي عام 1997، حيث التزموا فيه المنهج الدراسي لوزارة التربية في التجويد، وطبقوه عمليا عبر حلقات تلفزيونية، كل حلقة مدتها عشرين دقيقة حتى يعرض في الفصل الدراسي، وكان من المشاركين أيضا الإخوة المشايخ مشاري العفاسي وفهد الكندري ومشاري الدخيل وآخرون. في عام 2003 كنت مشاركا في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ممثلا عن الكويت، وهي من أقوى المسابقات على مستوى العالم وقد فاز في جميع فروع المسابقة المشاركون من دولة نيجيريا بالمراكز الثانية وهم ليسوا بعرب، وقد أتاني احدهم وقال لي «أنت من احياء التراث في الكويت؟»، فقلت «نعم، لكن كيف عرفت»، قال «أنا رأيتك في مشروع الماهر في القرآن، فأنتم علمتمونا قراءة القرآن يا اهل الكويت، لكم الفضل علينا»، فانظر كيف أن ثمرات هذا المشروع وصلت لنيجيريا.
صفحات نوافذ الأنباء الرمضانية كاملة في ملف ( pdf )