دارسة الأديان د.آن صوفي
منذ طفولتها كانت «آن» ترى مظاهر لم تعجبها في مجتمعها، فشب في داخلها عدم اقتناع داخلي، وحين كبرت آن صوفى رولد ودخلت الجامعة اختارت ان تتخصص في دراسة الاديان، وربما مصادفة قادتها اليها العناية الالهية دون تخطيط او تدبير من جانبها، وسواء أكان هذا أم ذاك، فالامر الذي يعنينا هنا ان هذا الاختيار كان بداية انعتاق روحها، وتعرفها الى الاسلام: شريعة وعقيدة وسلوكا.
بدأت آن صوفي رولد دراسة الاديان عام 1981، ومع هذه الدراسة درست اللغة العربية ايضا، كي تستطيع ان تفهم الاسلام من مصادره الاصلية، بعيدا عن شطحات المستشرقين، ودعايات المغرضين واقاويلهم. فوجدت ذاتها تنجذب الى الاسلام حيث شدتها عدالة الاسلام التي تحاسب المخطئ حتى يكفّر عن ذنبه وتربط الغفران بالتوبة النصوح، مما يحول بين المرء والخطايا والجرائم.
لقد رأت «آن» في الحدود الشرعية التي جاء بها الاسلام حماية للمجتمع وحماية للفرد، فهي تحمي المجتمع من انتشار الجريمة في اركانه وتحقق الامن والامان الذي يتيح له ان يتابع مسيرة التنمية بما يخدم مخططاته ويحقق له الازدهار. واعجبتها ايضا نظرة الاسلام للمرأة وتكريمه لها، اما واختا وزوجة وابنة، اذ رأت في الحقوق التي قررها الاسلام للمرأة ما لم تحصل عليه نظيرتها الاوروبية، حيث عاملها الاسلام بعدل متناه، واوصى بها ولم يفتها ان تلحظ سبق الاسلام الى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوقفت عند حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع»، اذ وجدت في هذا الحديث الشريف على قلة عدد كلماته، دستورا للتكافل الاجتماعي لم تبلغه ارقى التشريعات الغربية الحديثة.
عند ذلك لم يكن امام آن، وقد اقتنع عقلها بقيم الاسلام واحكامه، واستكان قلبها امام روحانيته، الا ان تشهر اسلامها عن قناعة واقتناع كاملين، فدخلت الاسلام عام 1982 تاركة خلفها ديانة لم تعتقد يوما بها اعتقادا حقيقيا، ومثيرة عاصفة من التساؤلات التي عصفت بالعقول عندما رأت تلك السويدية التي نبذت ـ في رأيهم ـ الحرية لترضى بأن تكون امة مسلمة حسب تصورهم.