عباس عطا: ما هي الداروينية الجديدة؟
الداروينية الجديدة اتجاه آلي في نظرية التطور، أسسه عالم الأحياء الألماني م.فايسمان 1834 ـ 1919، وذروة نظريته فكرة استمرار «البلازما الجرثومية» وكان يتميز في الكائن العضوي بين جراثيم البلازما الجنسية والعناصر العضوية «سوما»، وهذه الأخيرة عند فايسمان تتغير تحت تأثير البيئة وهي ذات طابع متبادل، أي ترتبط بعلاقة متبادلة مع الأجزاء الأخرى للكائن العضوي.
ولكن هذه التغيرات لا تورث، وبالتالي فانها لا تلعب دورات عملية التطور التاريخي للكائنات العضوية وفي الوقت نفسه فإن التأثيرات العرضية للعوامل الخارجية قد تسبب تغيرات وراثية في البلازما الجرثومية حيث تتم الانتخابات على مستوى الجرثومية الفردية اي الجسيمات المادية او المحددات.
وبذلك حرف فايسمان مبدأ «داروين» في الانتخاب الطبيعي بروح نظرية النشوء الذاتي مطبقا هذا المبدأ على العمليات التي تتم داخل الكائن العضوي، وقد استخرج ذلك اتباع فايسمان «عالم الأحياء الهولندي هـ دي فريس» والعالم السويدي يوهانس وغيرهما.
وفي الوقت نفسه في مرحلة محددة من تطور علم الأحياء، استخدمت مؤلفات بعض الداروينيين الجدد لغرض عملي هو تسهيل دراسة القوانين الوراثية. وفي الوقت نفسه تعتبر نوى الأحماض النووية في علم الأحياء الحاملات المادية للوراثة، أما عن أفكار الداروينيين الجدد فإن عددا من علماء الأحياء ج.هوتسلي في بريطانيا وج. سيمبسون في الولايات المتحدة وغيرهما يؤيدونها في شكل معدل بعض الشيء. والداروينيون الجدد على النقيض من مفاهيم النزعة الحيوية الجديدة والمفاهيم الغائبة يحاولون اعطاء تفسير سببي لعمليات التطور البيولوجي، ومع ذلك فإن هذه المحاولات من الناحية الفلسفية لا تتجاوز حدود المادية الميتافيزيقية.