زياد حمود: من هم العبرانيون؟
مازال الغموض يحيط بأصل ومعنى كلمة «عبراني»، لكن اسم «عبيرو» يظهر، في وثائق القرن الرابع عشر ق. م، في وصف جماعات من الرحل ومن خلائط الاقوام كانت تقطع الطرق على التخوم الشمالية للصحراء العربية، ومن الثابت تقريبا ان جماعة عرفت بالعبرانيين هاجمت، عبر وادي الاردن، المدن الكنعانية، في القسم الجنوبي من سورية بين 1400 و1200 ق. م واستقرت فيها.
كان العبرانيون القدماء رحلا، ويشير التاريخ الى هجرة ابراهيم من بلاد ما بين النهرين الى الجزيرة العربية حيث بنى مع ابنه اسماعيل الكعبة، ثم رحل الى ارض كنعان (فلسطين)، كان يوسف هو الابن الحادي عشر ليعقوب حفيد ابراهيم، وتروي الكتب المقدسة كيف ان ابناء يعقوب الآخرين باعوا اخاهم يوسف رقيقا لتجار اخذوه معهم الى مصر، حيث وصل الى مركز رفيع في الدولة، اقام يوسف وورثته من بعده في مصر لعدة اجيال، ثم قاد موسى احدى قبائل العبرانيين الى فلسطين في اواخر القرن الثالث عشر ق. م.
أما أهم ملوك اسرائيل؟
فقد اعتبر داود دوما عبرانيا مثاليا، يأتي في المرتبة الثانية بعد موسى، وكان اداريا بارعا وشاعرا، حتى لقد نسبت اليه كتابة عدد من المزامير. ورث سليمان الملك عن ابيه داود وذهب الى ابعد الحدود في اعطاء المملكة مظاهر العظمة والبذخ والترف، وهو الذي بنى الهيكل الذي عرف باسمه، ووضع فيه «تابوت العهد». بعد وفاة سليمان طفح كيل النقمة فانقسمت المملكة التي لم تدم سوى مائة سنة، بصورة نهائية الى قسمين، احتفظ ابن سليمان الضعيف رجعام بالقسم الجنوبي من المملكة المحيطة باورشليم فقط في مملكة عرفت بيهوذا، بينما انفصل عنه في منطقة الجليل، السامرة، اخوه يربعام على رأس عشر قبائل «اسباط» مؤسسا المملكة الشمالية التي دعيت اسرائيل، وكان للمملكتين معبدان متنافسان في دان وبيت ايل، شهدت القرون اللاحقة نزاعا مستمرا بين مملكتي يهوذا واسرائيل، الى ان تم تدمير المملكة الشمالية على يد سرجون الثاني ملك اشور عام 721 ق. م، وتشتت اسباطها العشر بلا رجعة.