عمر سعيد: من هو راسين؟
راسين جان (1639-1699م). يعد من أبرز كتاب المسرح الفرنسيين، كتب خلال العصر الفرنسي الكلاسيكي، واتبع القواعد الكلاسيكية في التأليف، بما في ذلك استخدام حبكة واحدة مكثفة، والسمة البارزة في فن راسين هي البساطة، وقد استخدم مجموعة مفردات محدودة، وتحتوي حبكاته على حركة محدودة للغاية. وكل مسرحيات راسين المهمة هي تراجيديات (من نوع المأساة)، ويتبع كل أبطاله التراجيديين النمط نفسه، فهم ضحايا عواطف عنيفة لا يستطيعون السيطرة عليها وهم يتجاهلون الواقع، ويحاولون ـ دون ان تتكلل محاولاتهم بالتوفيق ـ فرض إرادتهم على أشخاص آخرين، وفي غمار ذلك، فإن معظمهم يتسبب في موت من يحبهم أكثر من غيرهم، وفي النهاية يدرك الأبطال أوهامهم، ويقبلون بؤس الوضع الإنساني، باعتباره أمرا لا سبيل الى تجنبه، وفي هذا الصدد يقترب راسين روحيا من الكاتب المسرحي الإغريقي سوفوكليس، وتضم نظرية راسين في التراجيديا (المأساة) العديد من العناصر التي تجمعها مع مقال أرسطو الأدبي فن الشعر. كتب راسين في أبيات شعرية ثنائية يضم كل منها اثني عشر مقطعا، على نحو ما فعل منافسه بيير كورني، لكن راسين استخدم أسلوبا أبسط. ولد راسين في لافيرتي ـ ميلون بالقرب من مو، وتلقى تعليمه على يد أساتذة متميزين ينتمون الى المذهب الجانسيني الديني المتشدد، وأظهر في سن مبكرة موهبة واعدة بمسيرة حياة أدبية، وفي 1664م عرض راسين أولى مآسيه «تراجيدياته» انتاجا ابنة طيبة، ولم تلق إلا نجاحا محدودا، وحظيت مسرحيته التالية الإسكندر (1665م) بتقدير كبير. أصبح راسين مع تقديم اندروماك (1667م) مشهورا باعتباره واحدا من أعظم كتاب الدراما في عصره، وتعد مسرحياته السبع التالية من الروائع، وهي: الخصوم (1668م) وهي المسرحية الكوميدية (الملهاة) الوحيدة التي كتبها، والمآسي (التراجيديات) بريتانيكوس (1669م)، برينيس (1670م)، باجازيت (1672م)، ميتريديدت (1673م)، ايفيجينيا (1674م)، فيدرا (1677م)، وفي 1677م تقاعد راسين من العمل في المسرح، وفي وقت لاحق كتب استير (1689م)، أثالي (1691م) وهما عملان تراجيديان يقومان على أساس قصتين وردتا في العهد القديم.