علي العجمي: ما الانزيم؟
الإنزيم: جزيء بروتيني يُسرّع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية. ومن دون الإنزيمات فإن التفاعلات تحدث ببطء شديد أو قد لا تحدث أبدا، وبهذا تصبح الحياة غير ممكنة. تنتج كل الخلايا الحية انزيمات ولكنها ليست حية، وتؤدي جزيئات الانزيم عملها عن طريق تعديل الجزيئات الأخرى، وتتحد الانزيمات مع الجزيئات المعدلة لتكون تركيب جزيئي يحدث فيه التفاعل الكيميائي، ثم ينفصل الانزيم الذي لا يحدث له تغير ناتج عن التفاعل. إذن فالانزيمات تؤدي دور الحفاز. ويمكن لجزيء انزيم واحد ان يؤدي عمله كاملا مليون مرة في الدقيقة، ويحدث التفاعل بوجود الانزيم بسرعة تفوق سرعة حدوثه من دون الانزيم بآلاف أو حتى ملايين المرات.
يحتوي جسم الانزيمات على آلاف من انواع الانزيمات يؤدي كل نوع وظيفة واحدة محددة، ومن دون الانزيمات لا يمكن للمرء ان يتنفس أو يرى أو يتحرك أو يهضم الطعام. كما ان عملية التركيب الضوئي في النبات تعتمد على عمل مثل هذه الانزيمات. يقوم كثير من الانزيمات بتفكيك مواد معقدة الى مواد أبسط وتقوم انزيمات أخرى ببناء مركبات معقدة من أخرى بسيطة، وتبقى معظم الانزيمات في الخلايا التي تنتجها، ولكن بعض الانزيمات تؤدي وظيفتها في أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال يفرز البنكرياس انزيم الليباز الذي ينتقل الى الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بتحليل الدهون. وأصل كلمة انزيم هو من كلمتين يونانيتين تعنيان (في الخميرة). قام كثير من العلماء في القرن التاسع عشر بدراسة الانزيمات والتفاعلات التي تسببها انزيمات الخميرة. كان الاميركي جيمس بي سمنر المتخصص في الكيمياء الحيوية أول من عزل انزيما خالصا على شكل بلورات في عام 1926م، حيث قام باستخلاص انزيم البولاز (انزيم محلل للبول) من الفاصوليا. واثبت ان الانزيمات هي جزيئات بروتينية. وفي عام 1969م قام العلماء ولأول مرة بتصنيع انزيم – كيميائيا – من الأحماض الأمينية، والذي يقوم بتفكيك حمض الى جزيئات حموض أمينية أخرى. ويحاول العلماء اليوم تحضير انزيمات صناعية جدية لتقوم بتفاعلات لا توجد في الطبيعة.