وليد الهاجري: متى وكيف تم اختراع القطار؟
لعلنا نندهش عندما نعرف ان اختراع الدراجة والسيارة قد سبق اختراع القطار، لكن هذا ما حدث بالفعل، فلقد تأخر اختراع القطار بالفعل الى عام 1814 وكان هذا التأخير من حسن الطالع لأنه كان من المفترض ان يتيح للعلماء الوقت اللازم لتطوير الآلة البخارية وتجريبها في السفن والسيارات، وقد شهد العلماء تجريب الآلة البخارية في السفينة «شارلوت» ثم السفينة «كليرمونت» وتأكدوا ان المستقبل كله للآلات البخارية.
«كليرمونت» الشاب الانجليزي و«جورج ستيفنسون» كانا يعملان على احدى الآلات الرافعة للمياه في المناجم، وكان «ستيفنسون» قليل الحظ من التعليم، بل لم يكن يعرف القراءة، ولكنه كان مولعا بالآلات وبمعرفة كل شيء عنها وقد حصل على قسط من التعليم بعد ذلك لكي يتمكن من دراسة الآلات، خاصة بعد ان سمع عن التجارب التي أجريت على العربات البخارية «السيارات» ونجاح هذه التجارب، كما علم ان هذه التجارب قد لاقت الكثير من القبول لدى الذين تحمسوا لها وعلى العكس كان «ستيفنسون» يرى ان السيارات لن تفيد كثيرا لأنها مركبات صغيرة، لا تحمل عددا كبيرا من الركاب، ولن تكون مريحة، خاصة ان الطرق في هذا العصر كانت سيئة الى حد بعيد وهكذا سيطرت على ذهن «ستيفنسون» فكرة جديدة أكثر عملية من السيارة وهي إنشاء قاطرة تضم عددا من العربات، وتحمل عددا كبيرا من الركاب، وتسير على قضبان حركاتها أكثر توازنا وراحة وتكون أكثر سرعة من السيارة.