كيف يعمل الغلوروسكوب (المنظار)؟
٭ هــذا «المنـظـــار» «او الغلوروسكوب» ما هو الا صندوق يتكيف حسب تركيز النظر في استعماله مع آلة تصوير الاشعة اي «الاكس - راي» المخصصة لفحص الاعضاء العميقة في جسم الانسان وهي المعروفة بأشعة اكس. ولكي نستوعب ماهية «اشعة اكس» علينا ان نتعمق اولا في خصائص «الاجسام المشعة» اي «الفوريسنس» اذا صح التعبير عنها بذلك. فهناك بعض المواد البراقة التي توهج دون ان يسلط عليها اي نوع من الحرارة، وهي تصوب هذا البريق القوي عندما تسلط عليها الاشعة فوق البنفسجية أو «اشعة اكس» ويعتقد بأن هذه الاشعة اللامرئية تثير المواد المسلطة عليها وتعطيها القدرة على توليد النور الذي نسميه «الفلوريسنس» وحين لا تلتهب هذه الاشعة فإن البريق القوي من هذه المواد يتوقف، واهم المواد في هذا المجال هو مسحوق الزجاج الفاسي الذي يسمى علميا (الفوسفور) واذا عدنا الى المنظار او الغلوروسكوب نجد انه يستغل عادة هذه الامكانية من «اشعة اكس» ليمكن «الفوسفور» من توليد الشعاع، وهناك نوع من هذا «الغلوروسكوب» اي (المنظار) بشكل صندوق محكم الاقفال وقد طلي باللون الاسود من الداخل، واحكمت فيه فوهة صغيرة تتنتاسب مع حجم العين، ويمكن التحكم بها اثناء التصوير، وفي الجهة المقابلة تثبت شاشة مطلية بـ«الفوسفور» فتأتي «اشعة اكس» وتتفاعل مع مادة الفوسفور مما يولد النور الازرق او الاخضر الفاتح، واذا وضعنا الهدف بين انبوب «اشعة اكس» والشاشة فإن جزءا من اشعة «اكس» الاشعة الفوق البنفسجية اذا صح التعبير يتوقف، او ربما انخفض كليا او جزئيا، وكلما ازدادت كثافة الهدف تزداد كمية امتصاص «اشعة اكس» واذا كانت العظام هي الهدف فإنها حتما تمتص اكثر من الخشب، وساعة تمر اشعة اكس في طريق هذه الاجسام عندها لا يمكن التحكم بالشاشة واعطاؤها صفة «الفلوريسنت» ولهذا يتولد ظل على الشاشة يحدد بدقة متناهية الهدف، ويخطط له بتركيز خاصة الهدف المكثف.
ولذلك نبين هنا مثلا يوضح هذا الذي نحن بصدده: ان صورة ظل اليد البشرية تعكس على الشاشة سوادا باهتا وصغيرا جدا عندما تكون اليد سمينة وفيها طبقات من اللحم، اما اذا كانت اضعف والعظام بارزة فيبدو السواد اعمق واقوى، وعندما يكون في احدى الاصابع خاتم ذهبي فيأتي السواد اشد عمقا واقوى.
(من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة غرائب الاختراعات والاكتشافات).