وشبكية العين لها بصمات
بعد بصمة الاصابع والصوت، اكتشف العلم وسيلة او بصمة اخرى وهي بصمة شبكية العين، بل الاوعية الدموية الدقيقة التي توجد خلف الشبكية، والتي تمدها بالدم، فهذه الاوعية فريدة، في كل فرد تختلف عما هي عليه عند اي فرد اخر، والاختلاف لا يكون في طولها او عرضها، وانما في انماطها، فالنمط الذي تجده في اوعية فرد من الناس لا تجد نظيرا له في اوعية اي انسان اخر في اي بقعة من بقاع الارض.
وخطا العلماء خطوة اخرى في هذا الاتجاه، وابتكروا جهازا يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويستطيع مسح تلك الاوعية وتحديد نمطها بقدر بالغ من الوضوح والدقة، وتحفظ تلك الانماط او الشفرات في كمبيوتر كبير خاص بذلك، وتضمن في هويات اصحابها، وفي رخص قياداتهم بطريقة او باخرى حتى يصبح التحايل على القانون او الغش ضربا من المستحيل، ويشترط في ذلك انتشار جهاز مسح الأوعية في شتى الدوائر ولدى التجار المعنيين.
ويقوم عمل الجهاز على شعاع «غير مرئي» من الاشعة تحت الحمراء، يرسله الجهاز الى الاوعية الدقيقة القائمة خلف شبكية العين، ويركز الشعاع على دائرة او ممر دائري في تلك الاوعية ثم يحدد الجهاز مدة انعكاس الشعاع في 320 موقعا وتجمع القراءات في شيفرة خاصة.
وتجدر الاشارة الى ان اوعية الشبكية تمتص من الاشعة تحت الحمراء اكثر وتعكس اقل مما تمتصه وتعكسه الانسجة المحيطة بها.
ويمتاز مسح اوعية الشبكية على مسح بصمات الاصابع في انه اقل تكلفة فهو يكلف 0.6 ما يكلفه مسح تلك البصمات.
ومع ذلك فان السلطات المعنية في الولايات المتحدة وفي كاليفورنيا على وجه الاخص، مازالت مترددة بين الاخذ بهذا الاسلوب الجديد والابقاء على اسلوب مسح البصمات.
(من كتاب: «كنز العلوم» لـ مجدي سيد عبدالعزيز )