الشَّمر
يعرف بالشمرة، والشمر الوحشي، وشمر الحدائق، والكمون، والشمر المر، والشمر الحلو، والحبة الحلوة، والشمر الكبير، والشمر الزهري.
لمحة تاريخية
الموطن الأصلي للشمر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يتواجد بشكله البري حتى الآن، ولكنه انتشر في العالم بأسره، كما يزرع في العديد من المناطق المعتدلة في أوروبا والشرق الأوسط والهند، يعرفه الصينيون والهنود جيدا، واستخدم في بابل منذ نحو 3000 سنة قبل الميلاد.
استهلكه المصريون واليونانيون والرومان بوفرة لغايات طبية ومطبخية غالبا ما تكون متصلة.
فرضت زراعتها بأمر من شارلمان، ولكن أهميتها في العلاجات والتغذية طغت على استخدامها المطبخي، وربط نجاحها في العصور الوسطى بفضائلها القاطعة للشهية، والعملية جدا في فترات المجاعة والصوم.
قوية وعديدة هي المعتقدات التي تدور حول هذه النبتة، فكانت تحشر في قفل الباب الأمامي لتمنع دخول الأرواح الشريرة الى المنزل.
في الطب
وصفت حبوب الشمر في كل الأزمنة كعلاج فعال لآلام المعدة والعيون، وهذا ما يبرر الاعتقاد حتى القرن السادس عشر بقدرتها على مداواة إعتام العدسة، وهو أمر لم يغب عن ذكر بليني الأكبر، أما اليوم، وعلى الرغم من عدم الاعتراف بالشمر كمحسن للنظر، إلا ان كمادات الشمر الباردة تساعد على علاج التهاب ملتحمة العين، ويسلم به كمضاد خفيف للتشنج، وطارد للريح ومطمث.
تُمضغ ثمار الشمر لتعطير رائحة الفم، أما الجذور فمدرة للبول.
ودخلت بذور الشمر في صناعة شراب انجليزي شعبي جدا هو الساك «sack»، وهو كناية عن ترياق لعلاج لسعات العقارب ولدغات الثعابين، ويمتلك الزيت الطيار المستخرج من الثمار الفضائل نفسها كما البذور.
الجدير بالذكر ان ديموستيني صنع «في القرن الرابع قبل الميلاد» «الأمبيق»، لاستخراج زيت الشمر من البذور، عند الاستعمال الداخلي، يفيد الشمر في علاج الاضطرابات الهضمية «الإمساك والتهاب القولون وانتفاخ البطن والغثيان وبلع الهواء والقيء»، كما يعتبر مطهرا للكبد، وهو مهضم مضاد للتشنجات ومطمث ومطهر وطارد للديدان، اما عند الاستعمال الخارجي فهو فعال في التدليك وضد استبقاء الماء.
ويستخدم جذر الشمر الحلو تقليديا لتسهيل تصريف البول والهضم، ويدخل زيت الشمر في الحلويات المخصصة لعلاج السعال ولكن لا يوصى به للأطفال والنساء الحوامل، على غرار الزيوت الطيارة الأخرى.
(من كتاب: « موسوعة التوابل» - ميراي غاييه)