لماذا يسمى الخبز مادة الحياة؟
حيثما انتقلت في العالم، وأيا كانت العادات واللغات والملابس والأذواق المختصة بالطعام، فإنك ستجد شكلا من أشكال الخبز. وبالطبع فإن أنواع الخبز عديدة تكاد تكون بعدد الشعوب، ففي الصين يصنع الخبز من دقيق الارز.
وفي الهند يصنع من دقيق الدخن (نوع من الذرة حبوبه صغيرة) وفي ألمانيا والبلدان الاسكندنافية يصنع الخبز من الجوادر والشعير وهناك بلدان تصنعه من الفول او البطاطا وحتى من البلوط.
لكن الخبز الذي نعرفه ونعنيه بكلامنا هو المصنوع من مختلف انواع القمح. وهو اهم غذاء يمكن الاعتماد عليه بمفرده لدى شعوب عديدة، وسبب ذلك ان الخبز يحتوي على اكبر عدد من المواد التي يحتاج إليها الجسم ومع ذلك يمكن الحصول عليه بثمن زهيد قياسا الى بقية الاغذية.
فولولا الخبز لاحتاج الجسم الى كميات اكبر من الاغذية المرتفعة الثمن، كالبيض والحليب والفواكه وهكذا يمكن لفقراء الناس ان يحصلوا على الخبز ولذلك سمي مادة الحياة.
كان الناس في الأزمنة الغابرة يمضغون الحبوب ليحصلوا على الطاقة التي توفرها، ثم اكتشف الانسان في مصر وبلاد ما بين النهرين كيف تهرس الحبوب او تطحن بين حجرين للحصول على الدقيق، وكان ذلك منذ اكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح، ثم اضافوا الماء الى الدقيق وصنعوا العجين وحولوه الى اقراص رقيقة وشووه على النار.
هناك نوعان من الخبز، الخبز المختمر وغير المختمر، المختمر يحتوي مادة تحدث فقاعات من ثاني أكسيد الفحم داخل العجين وتجعله يرتفع او ينتفخ، أما الخبز غير المختمر فهو جاف وقاس، الخبز العادي يخمر دوما بالخميرة. أما أنواع البسكوت والكعك فتخمر بخميرة البيرة او اللبن والصودا.
ومع ان الخبز يمكن ان يصنع من نباتات عديدة فإن افضله خبز القمح وذلك لأن القمح يحتوي على مادة الغلوتين، التي تمسك بفقاعات الغاز، مما يجعل رغيف القمح اخف من غيره.
(من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة)