شهرزاد وألف ليلة وليلة
«الف ليلة وليلة» من الادب الشعبي، مجموعة حكايات، منها فارسية وهندية وبغدادية ومصرية، وضعت بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ويبلغ عددها 264 حكاية.
ولا يعرف بالتحديد من هم مؤلفو هذه الحكايات، ومتى واين نشأت لكنها جمعت كما يبدو في الهند عام 1000 تقريبا، وكانت في البداية تحمل عناوين اشهر القصص فيها، ثم تم الاتفاق على اصدارها في نسخة تحت عنوان يحمل معنى مبهما هو «الف حكاية» او «الف ليلة وليلة» كناية عن اللامحدودية في العدد، وهي وان جمعت من الهند وفارس وبلاد عربية الا انها كتبت وترجمت الى لغة عربية تتكلمها اوساط العامة.
واول نسخة اوروبية منها كانت ترجمة حرة الى الفرنسية قام بها الاب انطوان جالان بين عامي 1704 و1714، وتعد المصدر الرئيسي تقريبا لكل النسخ المترجمة فيما بعد للالمانية والانجليزية والفرنسية، بطلة الحكايات التي روتها هي المعروفة باسم شهرزاد، ويقال انها تطوعت للزواج من شهريار ملك سمرقند (اوزبكستان حاليا)، لتفدي بنات جنسها، واتفقت مع اختها دنيا زاد سراً على ان تطلب منها ان تروي حكاية تكون بمنزلة الوداع الاخير قبل ان يقطع السياف مسرور رقبتها، فتتظاهر شهرزاد بأنها تلبي رغبة اختها، وتبدأ في اول حكاية.
فاسم شهرزاد فارسي، وكذلك شهريار، وهو اسم تسمى به كثيرون، بينهم واحد من كبار قادة الفرس حفيد كسرى ابرويز الذي فتح القدس، واخذ عود الصليب الى بلاد فارس عام 614.
وقد الهمت حكايات الف ليلة وليلة التي عرفت في العرب باسم «الليالي العربية» وبطلتها شهرزاد كثيرا في المبدعين في العالم، واصدرت آلاف الكتب في الغرب مستوحاة منها حتى كتب الاطفال وكان الابداع الحقيقي في مجال الموسيقى.
فظهرت شهرزاد لريمسكي كورساكوف، وهو اشهر ما الف موسيقيا عن شهرزاد، وربما اجملها، حيث طغت عليها الروح الشرقية، وتأثر به فيما بعد موريس رافي الذي عاش حتى عام 1937 وانتج ثلاث قصائد شاعرية موسيقية مستوحاة منها، فجاءت اكثر شرقية، ورغم ان الاسم فارسي الاصل فإنه اصبح بفضل هؤلاء المبدعين من كتاب وموسيقيين وشعراء رمزا عربيا صرفا، وجاءت ليالي الف ليلة وليلة لتصبح ايضا عربية، مع انها ليست كذلك.
(من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ - أسمية جانو)