بيتهوفن
أعظم موسيقي اوروبي على الإطلاق، هو لودفيج فون بيتهوفن ولد عام 1770 في مدينة بون بألمانيا من عائلة قروية اعتادت اجيالها الحياة حول هذه المدينة الصغيرة التي لم يكن فيها من المدينة سوى جامعتها الشهيرة.
وكانت خصلة من شعر بيتهوفن سبب دراسات مكثفة من قبل باحثين اميركيين ليتبين انه مات مسموما بالرصاص بسبب كثرة شربه للمياه المعدنية وسباحته فيها، وقد بيعت هذه الخصلة في مزاد بلندن بأكثر من 5 آلاف استرليني.
وكان كثير من المشيعين لجنازته قد قص خصلة من شعره ليحتفظ بها، حيث سار في جنازته 20 ألف شخص، حملوا المشاعل وكان منهم «فرانز شوبرت» الموسيقي العظيم الذي مات بعده بعام واحد.
وكان بيتهوفن اول موسيقي يتلقى مرتبا لقاء ما يكتب من موسيقى متى يشاء، قال عنه استاذه موتسارت النمساوي الذي قام بالتدريس له شهرين فقط: إنه سيصبح عظيما وقدرته على الارتجال كبيرة، وان بإمكانه بث الروح الانسانية الداعية للحرية والكرامة في موسيقاه.
عانى بيتهوفن في طفولته البؤس والوحدة والقوة والمرض، فقد كان ابوه قاسيا عنيفا، استغل ابنه كمورد للمال، وأصر على تعليمه الموسيقى وهو في سن صغيرة، فكان يعود المدرب، ليفزع الصغير بإيقاظه ليلا من نومه، ويتركه يتمرن حتى الصباح فكان لودفيج يعزف واقفا لأن أصابع يديه لم تكن تطول البيانو، بينما كان يحترق قلبه الصغير حزنا على تعاسة امه ومرضها حتى اعتبرها شهيدة وتوقف التمرين مع سن الثانية عشرة ليبدأ إلهاماته الخاصة المستمدة من عذاباته وموهبته، ويعزف امام علية القوم ويتدرب على يد موسيقي مهم، وكان ينوب عن استاذه في العزف حتى دوى صيته عام 1784.
كان بيتهوفن خشنا وعنيدا، خاصة بعد إصابته بالصمم الذي تفاقم على يد اطباء جهلة، ما دفعه للتفكير في الانتحار، ولم يخلصه من عذابه إلا الموسيقى، حيث قال: من غير المنطقي ان اترك العالم دون ان انجز فيه شيئا، وحين سمع الجمهور السيمفونية التاسعة عام 1824، كاد يجن لأنه لم يستطع ان يسمع ما يسمعونه.
تعد السيمفونية الثالثة والخامسة من احلى ما كتب، ولتكون التاسعة اعظمها والتي أنهاها بنشيد الفرح. مات بيتهوفن عن 57 عاما سنة 1827، بعد عودته من هولندا.
(من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ - أسيمة جانو)