هكتور برليوز مؤلف موسيقي فرنسي
كان الموسيقي الفرنسي هكتور برليوز ابن طبيب اراد له والده ان يصبح طبيبا مثله، ولكن حجرة التشريح كانت اشد وطأة عليه مما يتحمل، فتحول الى دراسة الموسيقى في كونسرفاتوار باريس، مكافحا ضد البؤس والفقر.
واضطر الى اعطاء دروس في العزف على الفلوت والغيتار كيلا يقضى جوعا، ولكنه كان يكره عمله هذا، فلما حصل السنة 1830 على منحة دراسية ارتحل الى ايطاليا ووقع في حب ممثلة ايرلندية هي هنرييتا سميشون التي ألهمته «السنفونية الغريبة» وتزوجها، غير انهما انفصلا بعد سبع سنوات من الشقاء.
وأحب فتاة روسية كانت تعمل في احدى الجوقات الموسيقية، فكتب من اجلها اوبرا «روميو وجولييت»، ومن اشهر اوبراته «بنفينوتو تشيلليني» و«فاوست» سوى ان ما شهد ببراعة برليوز ليست اوبراته ولا سنفونياته، وانما مقدرته في فن التوزيع الموسيقي الذي خلد اسمه بين اساطين النغم في اوروبا والعالم.
وعبثا كافح برليوز طوال حياته لفرض نتاجه الموسيقي في بلاده، ولم يعرف هذا النتاج الشهرة الا خارجها بعد ان قام بجولة موسيقية واسعة قدم فيها وقاد مقطوعاته ومقطوعات سواه من عباقرة الكلاسيكيين والرومنطيقيين، ولولا هذا التقدير الذي لقيه في الخارج لقضى حياته بائسا معدما.
في فرنسا لم يفهم احد موسيقاه، وقد اورثه طبعه النزق عداوة الكثيرين، ولكن الدهر ابتسم له ذات يوم، وارضى كبرياءه، وذلك عندما استمع باغانيني الى «السنفونية الغريبة» فتقدم منه وخر راكعا امامه من فرط تقديره.
وكانت ايامه الاخيرة عذابا أليما اذ اصيب بداء الاعصاب الحاد، ولم يجد الراحة الا عندما رقد بسببه رقاده الاخير.
(من كتاب: صانعو التاريخ - سمير شيخاني)