ماذا تعرف عن طريق الحرير؟
فتحُ العرب للأندلس، فتح أعين إسبانيا على وجود حضارات اخرى متقدمة، بالوقت نفسه الذي اعترف فيه البيزنطيون بجيرانهم ومهاراتهم، أما العالم الآخر فكان بعيدا عنهم تماما، انه العالم الممتلئ بالحضارات.
فكر الأوروبيون في السفر الى الصين لكن عن طريق آخر.
في تلك السنوات كان هناك طريق الحرير حيث استجلب الرومان الحرير الى الصين، وفي القرن السادس الميلادي بدأ الاوروبيون يصنعون الحرير بأنفسهم بعد ان استجلبوا بيض دود القز من اليونان.
وفي اخر عهد الصليبيين ازدهرت ثقافة وصناعة الحرير في صقلية وايطاليا كما دخلت جنوب فرنسا كما بدأت صناعة الورق في الصين في القرن الحادي عشر.
قام العرب بأسر بعض الصينيين الذين علموهم صناعة الحرير وسرعان ما وصل سر الصنعة الى اوروبا عبر اسبانيا «الاندلس».
في القرن الثالث عشر سافر الرحالة الايطالي ماركو بولو الى الصين والف كتابا عن رحلته عن خدماته للخان كوبلاي امبراطور الصين بعد ان قضى سنوات طويلة في الصين، صار كتابه وثيقة رائعة وحلم الاوروبيين بالرحيل الى اماكن اخرى خاصة الصين.
لكن سرعان ما سقطت اسرة مينج في الصين وتوقف الاتصال المباشر مع اوروبا ولم يستأنف بعد ذلك الا في القرن السادس عشر.
اندهش الرحالة مما شاهدوه في الصين، مثل طريقة الكتابة المختلفة تماما عن الكتابة الاوروبية والعربية فكل خط له معنى فالصيني في شمال البلاد وزميله في الجنوب يعرفان نفس الرموز الصينية لكنهم ينطقون الكلمات بشكل مختلف.
تعرف الاوروبيون ايضا على حكيم مفكر استثنائي من خلال الصين انه كونفشيوس 551-479ق.م.
كان الصينيون قد برعوا في الهندسة فبنى المهندسون القنوات التي تبحر فيها السفن ذوات الحمولة الثقيلة، كما برع الصينيون في فن الخزف واستمرت هذه الظاهرة لقرون طويلة.
(من كتاب: موسوعة الحضارات المختصرة لمحمود قاسم)