لماذا يوجد للفيل.. خرطوم؟
قبل آلاف السنين تجوّل فوق سطح الأرض بعض الوحوش العملاقة التي تدعى «الماموث» ولكن هذه الحيوانات انقرضت لأنها لم تستطع تحمل الصعوبات التي صادفتها.
ولكن بقي نوعان من هذه الحيوانات وهما الفيل الافريقي والفيل الآسيوي.
إن الفيلة هي أكبر الحيوانات البرية التي تعيش على اليابسة ومع انها ضخمة إلا انها دمثة وذكية وصبورة ولطيفة الطباع ومن الممكن تدريب هذه الحيوانات بسهولة بالغة ولا يتفوق عليها في سهولة التدريب سوى الكلب.
وجسم الفيل ثقيل للغاية فهو يزن حوالي 5 أطنان، وهذا هو سبب قصر أرجلها وتشكلها بشكل أعمدة قوية، وذلك لأن هذه الأرجل عليها ان تتحمل ثقلا ضخما اما النابان العاجيان اللذان يبرزان من الفك العلوي للفيل فهما في الحقيقة نابان قد كبرا بشكل أكبر من اللازم ويستعمل الفيل نابيه للحفر للحصول على الجذور التي يتغذى بها وكذلك كسلاح دفاعي، والفيلة الهندية لذكورها فقط أنياب أما الإناث فليس لها أنياب.
أما خرطوم الفيل فهو عضو مدهش لا يمكن للفيل البقاء على قيد الحياة بدونه فهو أعجب أجزاء جسم الفيل وهو يشبه يدي الإنسان في دقة تركيبه فهو امتداد للأنف والشفة العليا وهو يخدم الفيل كاليد والذراع والأنف والشفتين كلها في عضو واحد هو الخرطوم.
ويحتوي هذا الخرطوم على عدد كبير من العضلات تبلغ حوالي 40 ألف عضلة ونتيجة لذلك أصبح الخرطوم قويا ومرنا ويستطيع الفيل استعماله بشكل فعال كسلاح وينتهي طرف الخرطوم بنوع من الاصبع وهذا الاصبع حساس يستطيع الفيل بواسطته ان يلتقط دبوسا صغيرا.
ويخدم الخرطوم ايضا كاليد فهو يستعمله لجمع الطعام ووضعه في فمه ويشرب الفيل بواسطة امتصاص الماء خلال أنابيب موجودة في الخرطوم وبعدها يحرك الخرطوم الى الداخل ويطلق الماء الذي يصبه فوق ظهره.
وبالمناسبة ان الفيلة مولعة جدا بالماء وهي تحب الاستحمام كلما استطاعت الى ذلك سبيلا، ورغم وزن الفيل إلا انه سباح ماهر وتحمل الأم صغارها من الفيلة فوق ظهرها حين السباحة.
وكان من المعتقد ان الفيلة تعيش مئات السنين ولكن في أثناء الأسر قلما يعيش الفيل اكثر من 90 سنة.
(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)