وليام بلايك رسام وحفار وشاعر إنجليزي
استهل بلايك حياته حفارا على المعادن، كما كتب بعض الشعر الجميل، وراح يزين قصائده برسوم قام بحفرها شخصيا، ويقال انه ادخل اسلوبا جديدا اكثر فاعلية في الحفر على صفائح النحاس، والطبع بواسطتها. ولم ينقض طويل وقت حتى بات يطلب منه تزيين كتب سائر المؤلفين بالرسوم المحفورة بطريقته الخاصة. وكان يفضل حفر الرسوم ذات الموضوعات الدينية.
كان طوال حياته متصوفا عميق التفكير، وكان منعزلا عن المجتمع الذي عاش فيه، وفي ديوانه «أغاني البراءة والتجربة»، ولوحاته ومحفوراته القوية، يظهر الكثير من الأصالة الرائعة.
لودفيغ فان بتهوفن
مثلما قاد فولتير وروسو ثورة الفكر والأدب، قاد بتهوفن ثورة فنية من نوع آخر. فكان أول الثائرين على سلبية الموسيقى في عصره، ولما كان الطريق أمامه مليئا بالصخور، محفوفا بالأشواك، فقد بدأ بتطوير الموسيقى من ارستقراطية راقصة إلى شعبية راقصة.
كان مؤمنا مخلصا في ثورته، ولذلك نجح في تخليص الموسيقى من ادران الزخارف والنعومة، وخلق لونا جديدا من الموسيقى التعبيرية الزاخرة بمختلف المعاني والإحساسات الإنسانية النبيلة، حتى باتت موسيقاه حافلة بالمعاني والأفكار.
ولاتزال سيمفونياته ومؤلفاته العديدة نبعا ينهل منه كل محب للموسيقى، وبمثابة النور الساطع الذي يضيء الطريق لأنصار الحياة.
ولد بتهوفن في بون، ألمانيا، في 16 ديسمبر 1770 وتوفي في 26 مارس 1827 عاش حياة مثقلة بالهموم والأحزان، ولاقى من عنت اسرته الامرين.. ولعل الشقاء الذي أحاط بحياته هو الذي اظهر شخصيته النبيلة، وأوحى إليه بتلك الأناشيد الغنائية الرائعة.
(من كتاب: صانعو التاريخ ـ سمير شيخاني)