قوة الإبصار في الإنسان والحيوان
يقاس البصر السوي الكامل في الإنسان بعلامة 20/50 فمعنى ذلك أنك لا ترى ما يراه الناس من على بُعد خمسين قدما، وأنك بحاجة إلى الاقتراب منه حتى تصبح المسافة عشرين قدما لكي تستطيع ان تراه.
وتحصل على العلامة نتيجة الامتحان طبعا.. امتحان قدرتك على قراءة حروف بأحجام مختلفة وفي سطور مختلفة من على بعد عشرين قدما.. وغالبا ما توجد لوحة الحروف هذه في عيادات اطباء العيون وفي محلات اخصائي النظارات.
على أن بصر الإنسان يعتبر محدودا بالقياس إلى بصر كثير من الحيوانات.
فالصقور مثلا، تستطيع رؤية قطعة نقود صغيرة ملقاة على رصيف الطريق من فوق قمة ناطحة السحاب الاميركية «الإمبير ستيت»!.. وذلك بدقة ووضوح بالعين.. ويقدرون قوة بصر الصقور ثمانية اضعاف قوة بصر الإنسان، حتى في الحالات التي تبلغ قوة بصره 20/20.
أما النحلة، فيمتاز بصرها بكونه مركبا او مضاعفا، يمكن النحلة من الملاحظة في الجو.. فعينها ذات 15000 عدسة قرنية وترى الاشياء نقاطا في اشكال او نقوش مختلفة، كالموزاييك.. والشمس في نظر النحلة لا تعود كونها مجرد نقطة واحدة.. ولكنها نقطة ارتكاز ثابتة تمكن عين النحلة من قياس الزاوية بين الشمس وبين خط طيرانها بحيث لا تضل السبيل.. اضف الى ذلك ان عين النحلة تقدر؛ بل تحدد سرعة الطيران. وقد اتخذها المهندسون اساسا لابتكار جهاز جديد للطائرات يحدد السرعة.. والاهم من ذلك، ان النحلة تستطيع ان ترى ما يعجز الإنسان عن رؤيته.. الأشعة فوق البنفسجية.
ويتميز بصر الضفدع في انه يرى الثابت متحركا.. كالسينما!.. فعينها مجهزة بخلايا متطورة جدا يسميها العلماء (BUG DETECTORS)، ولا تستجيب هذه الخلايا إلا للأجسام المتحركة.. وقل مثل ذلك في الطيور التي ترى وهي في أعلى الجو الأسماك وهي في أعماق البحر.
ومهما يكن من أمر، فإن بصر الإنسان يتميز بالقدرة على رؤية الألوان.. والاستمتاع بمشاهدتها ولا يشاركه في ذلك أحد من عالم الحيوان باستثناء عدد محدود جدا من القردة.
(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)