محمد المجول - m_almajwal@
أبواب الشعر كثيرة ومنها «المدح» وهو غرض من أهم أغراض الشعر، فيه يسعى الشعراء بقصائدهم إلى الإعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء ويتضمن أيضاً الشكر والثناء والتأثر بفضائل ومآثر الممدوح.
كما أنه ذكر المحاسن والثناء بذكر الجميل ولا يستلزم المحبة لأجل ذلك، حيث انه إخبار مجرد بذكر المحاسن بمقابل وبدون مقابل، وذِكر الجميل الاختياري وغير الاختياري.
والمدح: هو إحسان الثناء على المرء بما له من الصفات الحسنة.
لكننا بتنا نرى في الآونة الأخيرة انحراف بعض الشعراء عن الغرض الأساسي من المدح وهو الثناء على الممدوح «بما له من الصفات الحسنة».
بما له، وليس بما ليس فيه..
فنجدهم يذكرون في الممدوح خصالاً كثيرة بعيدة كل البعد عن صفات الممدوح ويُذكر فيه مما ليس هو عليه في الحقيقة، فضلا عن التشبيهات التي جعلته في مصاف الأنبياء والرسل وأحياناً أخرى يكادون أن يقربوا الممدوح من الألوهية «والعياذ بالله».
والأدهى من ذلك تجده يُجزل العطاء لهؤلاء الشعراء وهو في غاية السعادة وزهو النفس رغم أنه يعلمُ عِلم اليقين أنه دون ذلك وأن غالبية ما قيل فيه ليس حقيقياً بل انه مُتيقن من أنه لم ولن يأتي في مصاف الأنبياء والرسل لو بلغ ما بلغ من الحياة الدنيا.
لكن كان الأجدر به أن يتواضع وأن ينهى عما قيل في حقه وهو ليس فيه لكي يعي الشعراء أن الكرم والصفات الحسنة والخصال الحميدة مهما بلغت فيه لا ترقى الى أن تجعله في مقام الأنبياء والرسل وأنه عبدٌ من عبيد الله خلقه وأكرمه وابتلاه وأن هناك يوما لا ريب فيه سيُسأل عن سكوته وتباهيه بما قيل فيه.
أما أنتم أيها الشعراء المثقفون المؤمنون بالله ورُسله وملائكته فما هكذا تورد الإبل.
كيف أتتكم الجرأة أن تجعلوا عبداً من عبيد الله مهما بلغ من المكانة والصفات في مصاف الأنبياء والرُسل والملائكة، بل الأدهى والأمر كدتم أن تجعلوه إلهاً بجانب الله- عز وجل-؟!
مهما بلغت الحاجة لديكم ومهما كانت الظروف..
فانتهوا واتقوا الله فيكم وفيهم.