لاقت مسرحية تونسية عرضت في العاصمة إقبالا جماهيريا لافتا لتناولها بجرأة غير معهودة قضية الحب والجنس في تونس والوطن العربي.
وعرفت مسرحية «حب ستوري... يفتـــح مــن هــنا (hobb story... ouvrir par ici)» من خلال سلسلة عروضها وجـــولاتها في تونـــس، وبــــعض البلدان الأوروبية، إذ حازت على إقبال نحو 20 ألف متفرج.
وتضمنت المسرحية التي مزجت بين المسرح والموسيقى والسينما الوثائقية، شهادات حية، واعتـــرافات حقيـــقية لرجال ونساء (من بينهن فتاة محجبة)، يـــروون خلالها تجاربهم العاطفية مع الجنس والحب.
كما تضمنت على لسان الممثلين أحاديث نبوية، ومآثر عن الصحابة برواية البخاري والترمذي، حول علاقة الرجل بالمرأة في مسألة الجنس والزواج، فضلا عن نصوص قانونية، ومحاضر توثق لجرائم جنسية، واقتباسا لإحدى شخصيات رواية «بنات الرياض» للأديبة السعودية رجاء الصانع.
وأكد مخرج وكاتب المسرحية لطفي عاشور أنه من واجب فنان المسرح والمثقف طرح قضايا مسكوت عنها في مجتمعه بشكل جريء، ومن دون روتوش، رافضا ما وصف بالمبالغة في العبارات، والإيحاءات الجنسية الواردة في نص المسرحية، وأداء الممثلين، والتي خلقت صدمة عند بعض المتلقين.
وحول تناوله لقضية الجنس في كل من لبنان ومصر والجزائر والسعودية وتونس، أكد أنه من واجبه كفنان الحديث ليس فقط عن قضايا بلده، بل كل الوطن العربي والعالم.
وشدد عاشور على أن العلاقات العاطفية، وممارسة الجنس بكل أنواعه خارج إطار الزواج، أضحى واقعا معاشا في تونس، والبلدان العربية، ولا يمكن بأي حال التغاضي عنه، والحال أن الإنسان العربي يرفض الاعتراف به كواقع حي وملموس، وهو ما وصفه بحالة «الانفصام في الشخصية» أو «الشيزوفرينيا» التي تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية.
وأوضح أن هذه المجتمعات تبدو في ظاهرها تحررت من عقد الجنس، لكن الباطن عكس ذلك تماما.