تسخر الامارات احدث التقنيات في مجال علم الوراثة والتناسل، من التلقيح الاصطناعي الى الاستنساخ مرورا بنقل الاجنة، في خدمة تحسين نسل حيوانات الابل التي قد يبلغ ثمنها ثروة فضلا عن كونها تمثل رمزا هاما من تراث المنطقة.
قد يكون زمن القوافل التجارية الصحراوية قد ولى، الا ان سفينة الصحراء، الجمل، ما يزال حيوانا محبوبا جدا في الخليج، اذ تقام من اجله المهرجانات ومسابقات الجمال المعروفة بالمزاينة.
كذلك فان الطلب المرتفع على الابل السريعة التي تشارك في سباقات الهجن، عزز الجهود على مستوى تحسين النسل باستخدام التقنيات الجينية الحديثة.
وتفخر الامارات بانها تملك مراكز الابحاث الاكثر تقدما في العالم حول الابل، ومن بين هذه المراكز مركز سويحان في جنوب العاصمة ابوظبي الذي تأسس العام 1989.
وقال مدير المركز عبد الحق الانواسي، وهو مغربي الجنسية، «نحن نقوم بعمليات نقل اجنة كما اننا المركز الوحيد في العالم الذي يقدم هذه الخدمات لعملاء خاصين».
وقد بيعت 15 رأسا من الابل تم توليدها عبر تقنية نقل الاجنة، في مزاد علني بأبوظبي الاسبوع الماضي بقيمة اجمالية بلغت 560 الف دولار.
والرؤوس الـ 15 تتحدر جميعها من الجمل «جبار» الذي كان الجمل الذي لا يقهر في ميادين سباقات الهجن في الامارات.
وقال مربي الابل راشد سعيد المنصوري الذي يملك والده خمسين رأسا في الامارات وخمسين رأسا اخرى في السعودية «انا اشارك دائما في المزادات العلنية للجمال اذا ما اعجبني جمل، اكون مستعدا لدفع مليون او مليونين (درهم)، فليس لدي اي مشكلة في ذلك».
وشدد المنصوري الذي قدم من قطر خصوصا للمشاركة في هذا المزاد العلني للجمال، على الاهمية الكبيرة التي يوليها لنسل هذه الحيوانات.
وسجلت ارقام قياسية مذهلة في المزادات العلنية التي اقيمت في الامارات خلال السنوات الماضية.
ففي فبراير الماضي، اشترى اماراتي ثلاثة رؤوس من الابل بـ 24 مليون درهم (6,5 ملايين دولار) خلال مزاد نظم في امارة ابوظبي.
وكل حيوان يتم توليده في مركز سويحان يحظى بشريحة الكترونية تزرع في اذنه، وهي تحوي معلومات وادلة حول نسله.
وعلى عكس الاحصنة، تعتبر اناث الابل الاسرع وهي تسيطر على ميادين سباقات الهجن بنسبة 90%. وتستطيع الاناث المشاركة في السباقات حتى تبلغ عشرين عاما من العمر، على عكس الذكور التي تركض حتى عمر العاشرة فقط.
وقال الانواسي ان «هدف المركز هو تحسين نسل الابل لجهة الام وليس الاب».
وقد طور المركز الذي يملكه اعضاء في الاسرة الحاكمة في ابوظبي، تقنية تسمح بنقل اجنة الانثى القوية الى ارحام اناث اخرى حتى عشرين مرة في السنة.
وتسمح هذه التقنية لرؤوس الابل المشاركة في السباقات بالانجاب من خلال اناث اخرى والاستمرار في المشاركة في السباقات.