في دراسة يمنية تعد الأولى من نوعها في مجتمع قبلي ذكوري، دعا أحد مراكز الدراسات اليمنية الرجال إلى المشاركة في الأعمال المنزلية ولو بدرجة بسيطة، وعدم النظر إلى هذه الأعمال على أنها أنثوية فقط، وذلك من أجل تجديد الحياة الأسرية وإنعاشها اجتماعيا، وتحقيق حياة أسرية متطورة تتواكب مع تطورات ومتطلبات العصر.
وتأتي هذه الدراسة في مجتمع ينظر فيه الرجال إلى الأعمال المنزلية على أنها من اختصاص المرأة، ومن النادر بل قد يكون من المستحيل أن يقوم الرجل فيها بأي دور ولو كان بسيطا، الأمر الذي تجد فيه المرأة اليمنية خاصة العاملة صعوبة في التوفيق بين عملها خارج المنزل وعملها كربة بيت، وقد يتسبب ذلك في مشاكل بين الزوجين تتطور في بعض الأحيان إلى الانفصال ومعاناة الأبناء وموت الحياة الأسرية.
وقد توصلت دراسة أعدها «المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) إلى نتائج تشير إلى موقف إيجابي وميل إلى تأييد مساعدة الزوج لزوجته العاملة في أعمال المنزل، وضرورة إعانتها على الدور المزدوج الذي تقوم به حاليا، وذلك من خلال تخفيف ساعات عملها الرسمية، أو تسهيل اقتنائها للأدوات المنزلية المساعدة، وتوفير حضانات.
واعتمدت الدراسة ـ التي أجريت تحت عنوان «التغير في وظائف الأسرة اليمنية» ـ على عينة من المبحوثين عددها (2917) أسرة توزعت بتناسب مقبول مع حجم السكان والنوع «ذكورا وإناثا»، وركزت على الفئات العمرية المتوسطة في العقود الثالث والرابع والخامس.