لا شيء يجمع بين نادر، الجندي السابق والعضو في ميليشيا الباسيدج في ايران، ومهران السينمائي وابن شيوعيين ايرانيين لجأوا الى فرنسا، الا فيلم يحاول رسم بدايات تفاهم بينهما.
في كتيب مرافق للفيلم، يوضح مهران تمدن، مخرج الفيلم الوثائقي «باسيدج» الذي يبدأ عرضه يوم الأربعاء المقبل انه، «طوال ثلاث سنوات تقريبا، حاول الدخول الى عالم أشد المدافعين عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفهم الأمور بشكل أفضل»، لفهم ما الذي يحركهم.
وكان آية الله الخميني قد أنشأ ميليشيا الباسيدج في العام 1979 التي وفرت عددا كبيرا من المحاربين للقتال في الحرب الإيرانية ـ العراقية بين العام 1980 والعام 1988، أما اليوم فافراد هذه الميليشيا لهم وجود في أحياء جميع المدن. يضيف تمدن الملحد وابن إيرانيين يعيشان في المنفى «بما اني أحتسي الكحول ولي حبيبة، فأنا أتعارض مع هؤلاء في كل شيء»، لكنه اراد ان يفهم من هو الآخر وما هي وجهة نظره ليحمله على تغييرها ربما. كان من الممكن أن يكون الفيلم منفرا أو فظا. لكنه أتى في الواقع مؤثر على الرغم من المسافة التي تفصل بين البطلين. أما المشهد اللافت كثيرا فهو ذلك الذي يصور الاختبار الذي حاول تمدن القيام به، جامعا ثلاثة من الباسيدج ورجل دين واحدا وطالبا إليهم الإجابة عن أسئلة إيرانيين تم انتقاؤهم عشوائيا مع الحرص على عدم كشف هوياتهم. وكان هؤلاء يتساءلون عن صوابية النظام الذي يعيشون في ظله. ويأتي السؤال الأول المعقد متعلقا بالتضحية وبخطاب إيران الرسمي، إيران الضحية الأزلية للأمم الأخرى، لم يفهم الباسيدج السؤال ولا رجل الدين.