تعبق رائحة زيت الزيتون والغار النفاذة أجواء مدينة حلب القديمة مهد صناعة الصابون العريقة التي أبدت قدرة على الصمود والبقاء منذ رفعت الحكومة حظرا تجاريا في السنوات الخمس الماضية.
بين المنازل ذات الافنية والفنادق القديمة التي تعرف باسم الخان بالشوارع التي تشبه المتاهة توجد بضع ورش لتصنيع «الصابون الحلبي» يدويا منذ مئات السنين.
لكن القائمين على هذه الصناعة التقليدية العريقة يقولون إن المقلدين الجشعين الذين بدأوا تسويق صابون ارخص يحمل نفس الاسم يهددون بتقويض العلامة التجارية في أسواق التصدير الأوروبية المربحة.
وقال صفوح الديري رجل الأعمال السوري الذي يصدر الصابون الحلبي الى فرنسا منذ الثمانينيات: «المستهلكون الأوروبيون لديهم قدرة كبيرة على التمييز. فهم ربما يدفعون العديد من اليورو مقابل قطعة صابون مكتوب عليها حلب لكنهم لن يشتروا الصابون السوري مرة أخرى اذا لم يحسن بشرتهم».
وقال الديري الذي يعيش في ليون بفرنسا ان الصابون الحلبي اثر على تطور صناعة الصابون في مرسيليا خلال الاحتلال الفرنسي لسورية ولبنان بين عامي 1920 و1946.
ولا يستخدم في صناعة الصابون الحقيقي الملقب بذهب حلب الأخضر سوى زيتي الزيتون والغار والماء وبالميتات الصوديوم وهي مادة طبيعية تعمل على اكساب ذلك الخليط الصلابة المطلوبة.
وتقطع الكتلة الناتجة باليد وتترك لتجف لفترة تتراوح بين ستة اشهر وثلاث سنوات لجعلها تعيش اكثر.
وأهم ما يميز الصابون الحلبي مظهره الخشن وقطعه المكعبة الكبيرة التي يزن كل منها ربع كيلوغرام تقريبا.