هل تعمد تشرتشل تجويع الهنود، سؤال طرحه ليوبولد ايمري وزير الدولة لشؤون الهند والمارشال السير ارشيبالد ويفل الذي عُين فيما بعد مندوبا ساميا في الهند، فقد راح الاثنان يناقشان كيفية ارسال المزيد من المساعدات الغذائية الى الهند، ولكن جهودهما كانت تصطدم برفض رئيس الحكومة ونستون تشرتشل.
وقال ويفل في معرض تطرقه لهذه الاجتماعات: «يبدو ان إنقاذ اليونانيين وشعوب البلدان المحررة الأخرى أكثر أهمية من إطعام الهنود، فهناك تردد واضح في توفير المواد الغذائية لهذه المستعمرة كما في خفض مستوى المخزون الغذائي هنا في هذا البلد».
أما ايمري، فكان أكثر صراحة إذ قال: «قد يكون ونستون (تشرتشل) مصيبا في قوله ان تجويع البنغاليين الجياع أصلا ليس بخطورة تجويع اليونانيين الأصحاء، ولكنه لا يعير المسؤولية التي تتحملها بريطانيا عن الهند كونها القوة المستعمرة أي اهتمام».
قضى أكثر من ثلاثة ملايين هندي في المجاعة التي اجتاحت البلاد عام 1943 معظمهم في البنغال.
وفي كتاب صدر حديثا للصحافية الهندية مادوسري مكرجي بعنوان «حرب تشرتشل السرية» تلقي المؤلفة بالمسؤولية عن واحدة من أسوأ المجاعات التي شهدتها الهند في تاريخها على عاتق رئيس الوزراء البريطاني الشهير.
ويعد الكتاب دراسة مؤثرة بقدر ما هي أكاديمية لما قد يعتبر أكثر الفصول اثارة للخجل في سفر الامبراطورية البريطانية.