مع تأكيدها ضرورة رفع حظر ارتداء الحجاب في الجامعات رفضت خير النساء، زوجة الرئيس التركي، ارتداء تلميذات المرحلة الابتدائية الحجاب «لانهن في عمر لا يسمح لهن باتخاذ القرار السليم في مسألة الحجاب والالتزام به».
وفي اللقاء الذي جمعها بطلاب شهادتي الماجستير والدكتوراه الاتراك في العاصمة البريطانية لندن، الاثنين، سألها أحد الطلاب عن رأيها في ارسال بعض أولياء الامور فتياتهم الى المدرسة بالحجاب رغم علمهم بالمشاكل التي سيواجهنها، قالت خير النساء: «لا أوافق على ارتداء البنات الحجاب الا وهن في عمر يمكنهن من أن يكون القرار نابعا من قناعتهن الخاصة، وليس مفروضا عليهن من الاسرة».
وبررت رأيها ان «البنت في هذا العمر لا تستطيع أن تقرر عن وعي ان كانت تريد ارتداء الحجاب أو لا.. يجب أن نترك لها الفرصة حتى تصل الى السن التي تمكنها من ذلك»، وفق ما نشرته صحيفة «حريت ديلي نيوز» التركية هذا الاسبوع.
ودعت خير النساء الى الكف عن الجدل بشأن مسألة الحجاب التي «أرهقتنا، واستنفدت طاقة تركيا في أمور شكلية»، معربة عن أملها في أن مشكلة حظر الحجاب ستنتهي في تركيا كما انتهت مشكلات عميقة أخرى في السنوات الاخيرة.
وبعد يوم واحد من هذا اللقاء أعلن الرئيس التركي تأييده لخير النساء في بيان صرح به المتحدث الاعلامي باسمه، أحمد سيفر، قال فيه انه يدعم هذا الرأي.
وخير النساء، أول زوجة محجبة لرئيس تركي في الجمهورية العلمانية، واحدة ممن عانين بقسوة من حظر الحجاب في الجامعات، حيث حرمها هذا الحظر من الالتحاق بالجامعة، وهو ما ردت عليه برفع دعوى قضائية ضد الحظر الى محكمة حقوق الانسان الاوروبية، ولكنها سحبتها بعد تولي زوجها منصب وزير الخارجية.
كما طاردتها تبعات الحظر في قصر الرئاسة عندما ارتقى زوجها الى كرسي الحكم عام 2007، حيث اضطرت لعدم حضور اي مناسبة رسمية يحضرها العسكر، حتى اتخذ زوجها قرارين مفاجئين في اكتوبر الماضي، اولهما حضور خير النساء مراسم استقبال الرئيس الالماني في المطار بحضور العسكر.
والثاني حضورها حفل الاستقبال الرسمي الخاص بالاحتفال بالعيد الـ 87 لاعلان الجمهورية المقرر ان يتم بوجود العسكر الذين رفضوا الحضور، احتجاجا على وجود خير النساء.
وفي رأي مراقبين للشأن التركي فإن رأي خير النساء وزوجها الذي كان احد قيادي حزب العدالة والتنمية الحاكم قبل توليه الرئاسة يعكس رؤية «منفتحة» للنظام الحاكم في تركيا بشأن مسألة الحجاب، تؤيد ما ذهب اليه رئيس الحزب ورئيس الحكومة، رجب طيب اردوغان، في تصريحات عدة من ان حزب العدالة، وان كان يسعى الى رفع الحظر عن الحجاب الا انه في ذات الوقت يحترم رغبة من ترفض ارتداءه، لانه في مساعيه لرفع الحظر ينطلق من مبدأ احترام الحريات الشخصية التي يكفلها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.