أحيت دول العالم أمس ذكرى ضحايا حوادث الطرق، فمنذ اتخاذ القرار 5/60 المتعلق باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث المرور على الطرق والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتشر إحياء هذا اليوم في عدد متزايد من البلدان في جميع القارات وأصبح ذلك اليوم أداة مهمة في الجهود العالمية الرامية للحد من الإصابات على الطرق.
ويعد هذا اليوم فرصة لتوجيه الانتباه إلى حجم الدمار العاطفي والاقتصادي الناجم عن حوادث الطرق، والاعتراف بمعاناة ضحاياها وأعمال خدمات الدعم والإنقاذ.
وفي عام 2008، أقيمت مراسم إحياء الذكرى ومناسبات أخرى في بلدان مثل الأرجنتين واستراليا وأوغندا والبرازيل وبروني دار السلام وجنوب أفريقيا والفلبين وكندا والمكسيك ونيجيريا والهند وأميركا واليابان، فضلا عن جميع بلدان أوروبا تقريبا. وبدأ أيضا تشغيل موقع شبكي مخصص للتعريف بهذا اليوم على نطاق أوسع، وربط البلدان من خلال تبادل الأهداف المشتركة وإحياء ذكرى الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا في حوادث الاصطدام.
وبهذه المناسبة، ذكر البيان الذي أصدره بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وهو عبارة عن رسالة إلى الحكومات والشعوب والمنظمات غير الحكومية تذكرهم بإحياء اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث الطرق. وذكر البيان أنه لابد أن نتذكر بأسى من يقضون نحبهم في الشوارع والطرقات السريعة في العالم والذي يقدر عددهم بمليون و300 ألف شخص سنويا ويعرب من جديد عن تصميمه على الحيلولة دون حصول المزيد من هذا النوع من الوفيات. وأكد بان كي مون أنه يمكن تفادي العديد من المآسي عبر تبني مجموعة من التدابير البسيطة التي لا تعود بالفائدة على الأفراد والأسر فحسب بل على المجتمع بأسره. وقال إنه يزداد إدراك التحدي الهائل الذي تواجهه التنمية والصحة العامة بسبب الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور.
وهذا الإدراك المتزايد دفع الحكومات وشركاءها إلى حث الخطى لوضع حد لهذه الحوادث، وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة وللمرة الأولى في التاريخ عقد العمل من أجل السلامة على الطرقات لفتح فرصة التحرك على الصعيد العالمي. وتشير التقارير الدولية إلى أن عدد القتلى من جراء حوادث المرور في العالم قد بلغ العام الماضي مليونا و200 ألف نسمة بالإضافة إلى أن حوادث الطرق خلفت 20 مليون مصاب ومعوق وتزيد في بعض الإحصائيات إلى 50 مليونا، ويستأثر الوطن العربي وحده بـ 35 ألف قتيل و250 ألف جريح، 44% منهم في مصر فقط و15% في المغرب و11% في اليمن، بينما تبلغ النسبة في الولايات المتحدة الأميركية 1.1% من الحوادث على مستوى العالم فقط.