انصهر العرب الاوائل منذ قدومهم الى شبه الجزيرة الماليزية في بوتقة التعددية التي عرفت بها ماليزيا منذ القرون الاولى حيث يعتبر المجتمع الماليزي خليطا من الثقافات الملايوية والعربية والهندية والصينية والانجليزية والبرتغالية وغيرها من ثقافات المهاجرين اليها والمغتربين فيها.
ووصل العرب الى ماليزيا في القرون الاولى قادمين من منطقة حضرموت اليمنية حاملين سلعهم وبضائعهم للتجارة في ارخبيل الملايو وكانوا غزيري العلم والمعرفة اسروا بسلوكهم واخلاقهم النبيلة سلاطين وملوك الارخبيل فاعتنقوا الدين الاسلامي وحثوا شعوبهم على اتباعه.
ولم يبق العرب الحضارم معزولين عن المجتمع الماليزي وانما اندمجوا وانصهروا فيه واستوعبوا عادات وثقافة ولغة اهل البلاد حتى باتوا يعرفون في ماليزيا بالعرب الملايو وصنفوا ضمن العرق الملايو الذي يعد اكثرية عرقية في دولة تؤمن بالتعددية العرقية.
وقال رئيس الجمعية الاجتماعية العربية في ولاية جوهور سيد حسين الحبشي في تصريح لـ «كونا» ان العرب قدموا الى ماليزيا منذ القرن الـ 16 عندما كانت مدينة ملاكا ميناء مهما في الملاحة البحرية الدولية وكان غرضهم الاساسي التجارة وقاموا بنشر الاسلام من خلال معاملاتهم الحسنة مع الشعب الماليزي.
واشار الحبشي الى عدد العرب الحضارمة في ماليزيا وسنغافورة الذي بلغ في عام 1931 نحو 4937 شخصا وذلك حسب التقرير البريطاني لاحصاء السكان الملايو قبل استقلال البلاد مضيفا ان العدد حاليا يفوق نصف مليون نسمة في شبه الجزيرة الماليزية.
واضاف ان معظم العرب الاوائل اختلطوا مع المجتمع الماليزي ويعتبرهم الدستور الماليزي من الفئة العرقية السائدة في البلاد وهي فئة «الملايو» ويعرفون بـ «بومي بوترا» وينتشرون في ولايات جوهور وكوالالمبور وترنغانو وبينانغ كما يشكلون في تلك الولايات مجتمعات ومنظمات للم شمل الحضارم.
واعترف بان العرب الملايو في العصر الحالي اضاعوا تماما اللغة العربية واتصالهم بأصولهم العربية بحكم تعاقب الاجيال الا انه استثنى من ذلك تمسكهم ببعض العادات والتقاليد والثقافات العربية لاسيما الحضرمية حيث يمارسونها ضمن مجتمعاتهم الخاصة في المناسبات والتجمعات العائلية.
وذكر ان المجتمعات العربية في ماليزيا تنظم العديد من التجمعات العائلية حيث تمارس فيها العادات العربية من تقديم التمور وتبخير البيوت اضافة الى الغناء في مهرجان يعرف بـ «السمرة» حيث تقدم فيها رقصة «زابين» يعتقدون انها جاءت من الجزيرة العربية ويستخدم فيها العود ويسمى «قامبوس» والطبل ويسمى «ربانا» والمرواس.
وبين ان الجمعية الاجتماعية العربية تعمل على لم شمل العرب الماليزيين في ولاية جوهور وتعريفهم بأصولهم الحضرمية مبينا ان ماليزيا تحتضن العديد من الاسر اليمنية التي مازالت تحتفظ بالقابها مثل العطاس والجنيد والحبشي والسقاف والكاف والعمودي والشهاب بن سميط وباجري وبانافع وغيرها.
وتعد ولاية جوهور احدى الولايات الماليزية التي تكثر فيها تجمعات العرب الاوائل او الحضرميين والناظر في اسم الولاية يرى انها كلمة عربية الاصل وتعني «الجوهرة» وهي نوع من الاحجار الكريمة حيث يعتقد ان العرب اطلقوا عليها هذا الاسم بعد ان كانت تسمى بـ «اوجونغ».
وتغير اسم ولاية جوهور في القرن الـ 16 تزامنا مع دخول العرب الى ماليزيا وذلك في عهد مؤسس الولاية السلطان علاء الدين رعاية شاه وهو ابن السلطان محمد شاه الذي يعد اخر سلاطين مملكة ملاكا التي انتهت بعد دخول اول استعمار غربي للبلاد من قبل البرتغاليين عام 1511.
من جهته قال امام مسجد العرب «سوراو عرب» في منطقة «باتو باهات» بولاية جوهور سيد حسن احمد السقاف في تصريح مماثل لـ «كونا» ان العرب الماليزيين يعرفون من خلال اسمائهم الاولى او القابهم حيث يشار الى رجالهم في الاسم الاول بـ «سيد» ونسائهم بـ «شريفة» على اعتبار انهم من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم .
واوضح ان العادة جرت في الثقافة الملايوية باحتفاظ الاسم الاول مع اسم الاب فقط في بطاقة الهوية اما العرب الملايو فانهم يذكرون اسماء اجدادهم مذيلا باسم القبيلة، موضحا ان القاب القبائل تبدأ بـ«الـ» التعريف مثل العطاس والسقاف والشهاب او بحرف «با» مثل بانافع وباسالم.