في محاولة من جانبها للوقوف بصورة قاطعة على مدى مشروعية ما أعلنه العلماء في انجلترا مؤخرا فيما يتعلق بتناول لحوم وألبان المواشي المستنسخة، تم اخذ رأي رجل دين مسلم وآخر مسيحي «لمعرفة رأي الديانتين في هذا الموضوع مثار الجدل والنقاش، فمن جهته، أكد الشيخ فرحات المنجي، من علماء الأزهر الشريف، على عدم وجود مشكلة في ذلك مطلقا، ما دام هذا الحيوان المستنسخ حيوانا طبيعيا كخروف أو بقرة (باستثناء الخنزير)، وأضاف في تصريحاته: «ولا يوجد ما يمنع تناول لحوم وألبان مثل هذه الحيوانات، لأن شأنها شأن الحيوانات العادية. وليس هذا فحسب، بل يجوز الأضحية ووفاء النذر بمثل هذه الماشية المستنسخة أيضا». وهو الرأي نفسه تقريبا الذي أبداه د.ثروت باسيلي، وكيل المجلس الملي، بتأكيده في السياق عينه على أن لحوم وألبان الماشية المستنسخة تماثل تماما لحوم وألبان الماشية الطبيعية، مضيفا «تلك اللحوم الخاصة بالمواشي المستنسخة تجهز بالطريق المشروع، لكن آلية التنفيذ بدلا من أن تتم بشكل طبيعي، تتم بشكل صناعي»، واستشهد د.باسيلي على ذلك بفكرة وضع بيضة صغيرة لفترة ما أسفل إحدى الدجاجات، إلى أن تفقس في نهاية المطاف، وفكرة وضع بيضة مماثلة في حجرة مغلقة أو مفرخة تتوافر بها درجة الحرارة والأجواء المناسبة للفقس، حيث تكون النتيجة واحدة في النهاية، مؤكدا أنه لا ضرار في ذلك ما دام أن العملية تتم في الإطار المشروع. وكان قال فريق من العلماء يعملون كمستشارين للحكومة البريطانية أكدوا ان استهلاك لحوم وحليب الماشية المستنسخة وصغارها آمن، وأصدرت هذا الرأي «اللجنة الاستشارية حول الأغذية الجديدة والمعالجة» وهي مؤسسة مستقلة تقيم ما إذا كانت المنتجات الغذائية آمنة، وجاء حكمها الأخير ليزيد من احتمال موافقة السلطات المعنية في بريطانيا لإدخال اللحوم والحليب المتأتيين من حيوانات مستنسخة.