أثار كتاب لمؤلف شاب ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) جدلا في مصر، بعد صدوره اخيرا، خصوصا داخل الجماعة التي تحفظ بعض اعضائها على الكتاب، معتبرين ان مؤلفه خالف منهجهم، رغم انه احد الذين تربوا على مبادئها.
وتباينت تداعيات «من داخل الإخوان أتكلم» ـ بحسب جريدة «الإمارات اليوم» الصادر عن دار العصر الجديد ـ فبينما جمدت الجماعة نشاط مؤلفه اسامة درة لفترة، حظي الكتاب وصاحبه باهتمام إعلامي وحوارات وتغطيات خاصة، وظهرت أخيرا طبعة ثانية من الكتاب.
أفصح درة عن أمور يعدها البعض داخل الجماعة سرية محضة، لا يجوز نشرها، يقول في مقدمة كتابه «تجاوزت خطاب الترويج والدعوة إلى الكلام كما أشاء كما أحب، ستسمعون لأول مرة.. شابا، تربى داخل الاخوان لا يخشى ان يتكلم عن حياته العاطفية، أو عن الجنس، ولا يمتنع عن نقد الاخوان الذين يعتبرهم اهله».
وعن الحرية قال درة في حوار أجرته معه جريدة «الدستور المصرية»: «لا يمكنني أن أقول بإطلاق توجد حرية أو لا توجد حرية داخل (الاخوان). شخصية الجماعة ليست واحدة في كل الاحوال.
أحيانا تكون جماعة دعوة، واحيانا تكون تنظيما سريا، زميلي في الجماعة احيانا يكون اخا استمتع بصحبته ثم في موقف ما يصبح مسؤولا مكلفا بمراقبتي، واعطاء تقييم لادائي، امامنا في الصلاة فجأة يصبح مرشحنا الانتخابي، أحيانا نكون تجديديين، وأحيانا نغرق في كتب التراث، وننافس السلفيين في انغلاقهم، من يتكلم مثلي احيانا يتم فصله أو تهميشه، وأحيانا يتم استيعابه واحتضانه.. وهكذا».
وما اثار انتقاد «الإخوان» في الكتاب هو مطالبة المؤلف بإخراج كل امور الجماعة التنظيمية الى العلن، والدعوة الى جعلها جماعة دعوية صرفة تستوعب الجميع، ومن أراد السياسة فلينشئ حزبا. كما تناول درة مسائل حساسة عدة، من ابرزها العلاقة مع الاقباط والشيعة.
الجدل حول البرلمان المصري يتواصل
من جهة أخرى، أكد الشيخ علي أبوالحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف ان التزوير والبلطجة الأمنية في الانتخابات البرلمانية 2010 بجولتيها الأولى والثانية لسرقة إرادة الأمة، نزع الشرعية عن مجلس الشعب القادم، وعن النظام كله، وتحدى تعاليم الإسلام.
وأوضح ابوالحسن ان إجراءات الانتخابات البرلمانية برمتها بنيت على باطل، حيث ان شهادة «الناخب» التي تبنى عليها الأحكام والحقوق سرقت ووضعت في غير موضعها، بهدف تغيير الواقع والحقيقة وحماية الفساد والظلم.
وأشار الى ان تزوير انتخابات البرلمان أكبر جريمة ارتكبت في حق الدين والوطن وتحد لعدالة السماء، موضحا غضب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد من شهادة الزور، لذلك اعتبرها من أكبر الكبائر، وعقوبتها من أغلظ العقوبات بعد الشرك بالله.
وشدد على ان المزورين في الانتخابات يدخلون في زمرة الظالمين الذين عاثوا في الأرض فسادا، ويجب تطبيق عقوبات التشريع الإلهي عليهم، مؤكدا ان «الكون بني على عدل الخالق ـ جل وعلا ـ والتزوير تحد لله سبحانه وتعالى، ومن يجرؤ على ذلك يقصمه الله تعالى ويدحر كبره وفساده، ويجعله من المذمومين في الدنيا والآخرة.
«إخوان» الأردن ومحكمة داخلية
إلى ذلك، قررت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تحويل مراقبها العام السابق عبد المجيد الذنيبات الى المحكمة المركزية للجماعة بسبب قبوله عضوية مجلس الأعيان خارقا بذلك قرار الحركة الإسلامية بمقاطعة هذا المجلس.
وقال الناطق باسم الجماعة جميل أبو بكر في تصريح امس ان المكتب التنفيذي للجماعة أقر في اجتماعه الدوري توجها «بتحويل الذنيبات الى المحكمة المركزية لاتخاذ القرار المناسب «لقبوله المشاركة في عضوية مجلس الأعيان.
وأضاف ان الجماعة ستتعامل مع مخالفة الذنيبات مثلما تعاملت مع مخالفة أعضاء الجماعة الذين شاركوا في الانتخابات النيابية خلافا لقرار مقاطعة الانتخابات.وطبقت الحركة الإسلامية عقوبتي الفصل والتجميد بحق سبعة من أعضائها بسبب مشاركتهم في الانتخابات النيابية التي جرت في التاسع من الشهر الماضي.
وكان الذنيبات عضوا في مجلس الأعيان السابق (مجلس الملك) وأعيد تعيينه في الخامس والعشرين من الشهر الماضي في المجلس بعد اعادة تشكيله من ستين عضوا بموجب مرسوم ملكي.