انتشرت مؤخرا عبر شبكة المعلومات الدولية مواقع دينية تقدم خدمة تحفيظ القرآن الكريم عبر الانترنت، وأخرى لقراءته من خلال مسابقات عامة، كان آخرها ما قام به مجموعة من الشباب والفتيات العرب الذين نظموا مسابقة ـ هي الأولى من نوعها بواسطة «فيس بوك» ـ في عدد ختمات القرآن الأسبوعية، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين إحداهما للشباب والاخرى للفتيات، وقد أسفرت المسابقة عن تفوق الفتيات، وقد نشأت الفكرة بين مجموعة من الشباب العرب (معظمهم طلاب مغتربون).
وقد لاقت مواقع تحفيظ القرآن إقبالا شديدا، خاصة من فئات الشباب الذين يرغبون في حفظ القرآن ويكون عائقهم الوحيد ضيق الوقت لذلك كان استخدام تلك الفكرة المبتكرة أسلوبا حديثا فضله الكثيرون، الا ان الفكرة وجدت بعض التحفظات من العلماء والمتخصصين الذين وضعوا شروطا لضمان سلامة النصوص القرآنية.
بداية تحفظت لجنة المصحف بالأزهر الشريف على استخدام الانترنت لتحفيظ القرآن الكريم واقامة مسابقات من خلاله، وقال الشيخ سيد علي عبدالحميد وكيل لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث: إن الانترنت والفيس بوك ليسا وسيلة مناسبة لانتشار وتحفيظ القرآن الكريم لأن القرآن الكريم لا يحفظ الا عن طريق التلقي والمشافهة عن طريق الملقن وجها لوجه، وان ما يحدث على الانترنت من مسابقات تشترك فيها مجموعات كبيرة من الشباب أغلبها تكون عملية تجارية بحتة، مؤكدا أن الانترنت والتلفزيون والراديو وسائل غير مناسبة لتحقيق انتشار القرآن الكريم، كما ان للقرآن بركة لا يمكن ان تصل من خلال الانترنت وغيره.
بينما يلفت الشيخ الطاهر محمد الطاهر الامين السابق للجنة العليا للدعوة الاسلامية بالازهر ومستشار شيخ الأزهر إلى أن درجة جودة الوسيلة في تحفيظ ونشر القرآن الكريم يتوقف على وجود قارئ يسمع للمتلقي لتصحيح الاخطاء والاداء، والانترنت كوسيلة لا تحقق ذلك.