اعتذر وطبان التكريتي، اخو الطاغية المقبور صدام حسين، الاحد من الشعب العراقي عن التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبها حزب البعث واتهم نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز بأنه كان «مهندس» تلك السياسة. وهي المرة الاولى التي يعتذر فيها مسؤول في النظام العراقي السابق. وقدم وزير الداخلية العراقي السابق اعتذاره خلال محاكمة رجال النظام السابق المتهمين بقمع الانتفاضة الشيعية في 1991 والتي اعقبت حرب الخليج.
وعرضت قناة العراقية التلفزيونية الحكومية كلمته التي ادلى بها مساء السبت، ولكن محمد عبد الصاحب، المتحدث باسم المحكمة الجنائية العليا، قال الاحد لفرانس برس انه ادلى بها يوم الاربعاء الماضي.
وامام القاضي محمد العريبي، قال وطبان ابراهيم الحسن التكريتي «ساقول ما كتبته للتاريخ الذي كان بين الظالم والمظلومين في ظل النظام السابق. لقد عشنا حرمان وفقر اساسيات الحياة ـ الامن والغذاء(..) كان اخي صدام هو الحلقة الوحيدة بيني وبين حزب البعث وبغيابه فك قيدي واستطيع التكلم ملء حريتي».
من جهة أخرى، ادعى رئيس هيئة الدفاع عن الطاغية المقبور صدام حسين المحامي خليل الدليمي لدى مدعي عام عمان على زميله محامي الدفاع السابق عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز، بديع عزت عارف بتهمة القدح والذم.
وقال مصدر قانوني أردني ليونايتد برس انترناشونال ان المحامي العراقي الدليمي قدم شكوى بالحق الشخصي يتهم فيها زميله العراقي عارف بالقدح والذم والتحقير ونشر معلومات مغلوطة وألفاظ جارحة تشهر به وبكتابه «صدام حسين من الزنزانة الأميركية هذا ما حدث».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة الديلي تليغراف إن الجدل يحتدم بالعراق بشأن كيفية التعامل مع تركة الطاغية المقبور صدام حسين، والتي تتضمن القرآن الكريم الذي تم كتابته بدم «الديكتاتور العراقي».
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يصر البعض على ضرورة حماية الوثائق التاريخية، يرى آخرون أنه لابد من تدمير أي شيء يتعلق بصدام حسين، إذ يشعر النظام الشيعي بحساسية مفرطة من أي رموز تخص نظام حزب البعث الذي قاده صدام طوال 30 عاما، لافتة إلى أنه خلال التسعينيات، استخدم خطاط حوالي 27 ليترا من دم صدام حسين لكتابة القرآن الكريم، الموضوع حاليا قيد القفل والمفتاح في قبو ببغداد.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن القرآن المكتوب من دماء صدام سيتم الاحتفاظ به، كمثال على وحشية هذا الديكتاتور، موضحا أنه لن يوضع في متحف لأنه لا يريد أي من العراقيين أن يراه، فقد يتم نقله مستقبلا إلى متحف خاص مثل تذكارات أنظمة هتلر وستالين.