تعرض تامر حسني الى عاصفة من الأسئلة النقدية العنيفة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مؤخرا في فندق «أتلانتس» بدبي.
نظم المؤتمر لإعلان العقد الجديد الذي وقعه تامر حسني للدعاية لحساب احدى شركات النظارات، واكتظ المؤتمر بعدد كبير من الحراس الشخصيين للنجم المصري العائد من أداء فريضة الحج، والذي استثمر الحدث لسرد معلومات عن حفلاته وأعماله الخيرية على نحو طغى أساسا على الحدث الذي تم تمويل المناسبة لأجله، مشيرا إلى أن السبب الأساسي لتوقيعه مع هذه الشركة هو «التقاؤهما معا في طريق حب القيام بأعمال خيرية»، مذكرا بأنه كان أحد الذين جمعوا التبرعات لقطاع غزة.
وعلى الرغم من طغيان نوع من المداخلات الناعمة والمجاملة التي يتبرع بها البعض، فإن عددا من الصحافيين أعربوا عن أسفهم للصورة النهائية التي بدا عليها الحدث، وأعرب مدير الإنتاج في قناة «إنفينتي 2»، مراد النتشة، عن امتعاضه لظاهرة استثمار أحداث تجارية في المقام الأول تتعلق بالدعاية لمنتج بعينه، من أجل تحقيق دعاية للفنان نفسه، مبديا استغرابه من لجوء معظم الفنانين العرب إلى محاولة إقناع الجمهور بأن الدافع وراء انخراطهم في أعمال دعائية ليس بسبب المقابل المادي، الذي يظل مشروعا مادام استوفى شروط الشفافية، وابتعد عن الاتجار في قضايا ضميرية وإنسانية أو مصيرية، مثل القضية الفلسطينية أو المساعدات الاجتماعية.
خرجت إحدى الحاضرات لوقائع المؤتمر الصحافي عن مألوف المداخلات في المؤتمرات الصحافية، وعبرت عن إعجابها بالمطرب تامر حسني على نحو مثير ومستهجن من قبل سائر الحضور، من دون أن تتدخل الجهة المنظمة للحدث، بل تم السماح لها بالتمادي في وصف مشاعرها الخاصة بحميمية شديدة أمام الميكرفون، قبل أن يكتفي حسني بإجابة مختزلة تؤشر إلى عدم تركيزها في محتوى حديثه.
المتحدثة نفسها عادت مرة أخرى لتؤكد للمطرب بالأسلوب ذاته بأنه سيظل مقبولا دائما، بعدما اعتذر للحضور عن ظهوره بشعر حليق للغاية، إذ تبرعت مرة أخرى لتذكر الجميع بأن نجمها الذي أدى أيضا عددا من أحدث أغانيه أثناء المؤتمر الصحافي، خلافا للمألوف، عاد منذ فترة وجيزة من مناسك الحج.
الصحافي صخر إدريس من صحيفة «الاتحاد» كان أحد المنفعلين أثناء المؤتمر الصحافي بسبب الزج بالقضية الفلسطينية كأحد مسوغات قبول العروض التجارية، لكن حسني لم يقم بالرد الدقيق على سؤاله وأصر على الإحالة إلى ميزة استثمار الإمكانات المادية للشركات الكبرى في إطار العمل الخيري، من دون أن يبرر علاقة هذا الاتجاه بتوقيع العقود الدعائية.
من جانبه، أبدى الصحافي في مجلة «سنوب»، سعد الهاشمي، تحفظا حول الظاهرة المقلوبة للمؤتمر الذي أصبح ترويجا لتامر حسني وليس العلامة التجارية الراعية للمؤتمر، إذ تم عرض تقارير مصورة حول جمهور تامر حسني خارج الوطن العربي خصوصا، وبدا فيه مراهقات ومراهقون محتشدون لحفلات تامر حسني والتقاط صور تذكارية معه على الرغم من عدم معرفتهم للعربية، بل أظهر التقرير إحداهن في حالة فقدان وعي بعدما شاهدت حسني وجها لوجه أثناء الحفل.
وجاء في التقرير ان تامر حسني سيقود حملة الاعلانات الخاصة بالشركة من خلال الإعلانات التلفزيونية والمطبوعة والحملات عبر الإنترنت، إضافة إلى الحفلات الموسيقية الحية، والالبومات والفيديو كليب في جميع أنحاء المنطقة. كما تم أيضا إطلاق حملة اعلانية الكترونية خاصة بالحدث خلال المؤتمر الصحافي، مشيرا إلى أن «الفنان تامر حسني، الملقب بمطرب الجيل من قبل مشجعيه الشباب، على خطى نجوم عالميين، منهم بروس ويليس وجورج كلوني وأنطونيو بانديراس وديفيد بيكام الذين كانوا سفراء لهذه الماركة العالمية الشهيرة في السابق». ومما يؤكد دخول الدعاية للمطرب الشاب نفسه ضمن شروط عقد الدعاية التي بدت بالنسبة لمتابعين «معكوسة» وغير منطقية، تصريح مسؤول كبير في الشركة المنتجة للعلامة قائلا: «نحن فخورون باختيار مطرب الجيل تامر حسني سفيرا لمجموعة نظاراتنا الجديدة 2011 لأن تامر هو واحد من الفنانين الأكثر موهبة وتميزا في الشرق الأوسط، إذ برز كنموذج ومثل أعلى يقتدي به جيل شباب الشرق الأوسطي، الذي يشكل بالنسبة لنا الجمهور المستهدف، ونحن على ثقة تامة بأن شراكتنا مع تامر حسني ستساعدنا على الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه الشريحة في السوق».