ركز مؤتمر ريو دي جانيرو الذي عقد منتصف هذا الشهر على أبرز أسباب العجز الجنسي وسبل علاجه. المؤتمر عقد بتنظيم من الجمعية العالمية لأبحاث العجز الجنسي وعلاجه، ومن أهم المتحدثين فيه كان البروفسور د.فريدريكو زيلار أحد أشهر أطباء امراض العجز الجنسي في أميركا الجنوبية، حيث قال في مداخلته ان النوع الرئيسي للعجز الجنسي هو عدم قدرة العضو الذكري على الانتصاب، وهناك خمسة عوامل أساسية لضمان عملية الانتصاب، وهي عضو كامل وصحي وتوفر هورمونات معينة لدى الرجل وخلايا عصبية وأوعية لنقل الدم وقدرة على الإثارة والراحة النفسية.
وذكر ان هناك أنواعا أخرى من العجز الجنسي مثل القذف المبكر وعدم القدرة على القذف ومرض او موت المنويات، لكن عدم الانتصاب هو النوع الرئيسي، كما انه هو الاساسي، اي ان الانواع الاخرى أقل اهمية، أو لا توجد في غياب الانتصاب، لكن في الجانب الآخر فإن غياب الانتصاب لا يعني عجزا جنسيا كاملا، لأن الطب الحديث اصبح قادرا على إيصال الحيوانات المنوية للرجل الى بويضة المرأة من دون انتصاب، وهذا حل لمن يريد الانجاب.
ومن وجهة نظر البروفسور زيلار، فإن العجز الجنسي بصورة عامة هو متابعة للعوامل الاساسية الخمس السالفة الذكر يضاف اليها اسباب اخرى هي التالية:
-
ـ السبب الاول: مرض العضو الذكري نفسه أو مرض المسالك البولية.
-
ـ السبب الثاني: خلل في الشبكة العصبية التي تربط العضو الذكري بالمخ.
-
ـ السبب الثالث: توقف او عرقلة ضخ الدم الى العضو.
-
ـ السبب الرابع: نقص الهورمونات لأسباب عضوية او نفسية.
-
ـ السبب الخامس: الاصابة بمرض السكري او ارتفاع ضغط الدم او الكولسترول.
-
ـ السبب السادس: مرض البروستاتا أو عملية ازالتها لأسباب منها تضخمها او إصابتها بمرض خبيث.
-
ـ السبب السابع: مرض الكلى والكبد.
-
ـ السبب الثامن: إصابة العمود الفقري، وهنا يقلل الكثير من المرضى من شأنها وتأثيرها على القدرة الجنسية.
-
ـ السبب التاسع: مرض الغدد.
-
ـ السبب العاشر: أمراض نفسية.
وعن السبب الأخير، تحدث الدكتور الارجنتيني في تفصيل عن الامراض النفسية المسببة للعجز الجنسي، فقال ان هناك خلطا وسط عامة الناس ووسط بعض الاطباء بين الاسباب العضوية والنفسية للعجز الجنسي، ويعتبر القلق أهم الاسباب النفسية والقلق نوعان:
نوع بعيد المدى، مثل القلق من مجريات الامور قصيرة المدى وبعيدة المدى أيضا، أو القلق لاسباب مالية او عائلية او سياسية. ونوع فوري مثل القلق على العملية الجنسية التي يمارسها الرجل او يريد ان يمارسها. هذه حلقة مقفلة، اي ان اي ذرة قلق ربما تبطئ الانتصاب او حتى تمنعه، في البداية يقلق الرجل على ذلك، فيبطئ الانتصاب أكثر، ثم يزيد القلق على ذلك، وهكذا، يدخل الرجل في دوامة القلق ولا يصل في النهاية الى عملية الانتصاب التي يرغب فيها.
كما وان هناك قلق له علاقة بسن الرجل، اي ان الرجل يشعر ان الانتصاب في سن متقدمة خاصة بعد الخمسين أقل قوة منه عندما كان في سن أصغر، ومن دون إرادة يقارن بنشاطه الجنسي في سن الشباب ونشاطه مع تقدم السن.
وركز د.زيلار على النقطة الأخيرة بالقول ان تقدم السن عامل نفسي رئيسي وهناك زاويتان لهذا العامل، الاولى، نظرة الشخص لنفسه مع تقدم سنه، والزاوية الثانية هي نظرة المجتمع الى الشخص الكبير في السن، وهناك تشابه ربما في كل المجتمعات وكل الثقافات على ان هذا الشخص اصبح وكأن لا فائدة جنسية منه.
وهذه النظرة السلبية يصعب التخلص منها حتى في الدول الاكثر حضارة وتقدما، وذلك للاعتقاد بان النشاط الجنسي يختفي مع تقدم السن، لكن الطب الحديث أثبت عكس ذلك، وهناك احصائية توضح ان 70% من الرجال الذين تزيد أعمارهم على الستين سنة ليسوا مصابين بعجز جنسي.