تعتبر السينما من أهم وأخطر الفنون لما تملكه من قدرة كبيرة على كشف الزوايا المعتمة والنيرة من حياة أي شعب وتسجيلها وتوثيقها للتاريخ.
فالسينما التركية التي شقت طريقها من الأناضول (الريف التركي) الى اسطنبول (الحضارة والتطور) عبر عتمة الصالات راسمة على شاشاتها البيضاء قصصا عكست بقدر كبير التحول الذي تعيشه تركيا اجتماعيا وسياسيا ضمن توليفة سينمائية تدل على الموهبة الكبيرة التي تتمتع بها السينما التركية.
ولا جديد إذا ما قلنا ان السينما التركية عاشت فترة سبات دامت سنوات مع أن ازدهارها كان خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، الا أنها شهدت تطورا كبيرا خلال العقدين الماضيين، وأشهر مثال على تطورها الأفلام الطموحة التي طرقت أبواب النجومية.
وقال المنتج التركي سلجوق كوبانوغلو في تصريح لـ «كونا» ان التنوع والابتكار كانا السمة الظاهرة البارزة في السينما التركية خلال السنوات الأخيرة الماضية، ما أدى الى الارتقاء بها الى أعلى المستويات.
وأضاف كوبانوغلو الذي أنتج مسلسل «انفصال» الشهير وعددا من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا داخل تركيا وفي العالم العربي: ان السينما التركية حققت لنفسها بصمة وهوية من خلال تميزها من الناحية الفنية والتقنية وأصبحت الافلام تحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية العالمية.
وأشار الى الافلام التركية التي حققت شهرة واسعة داخل تركيا وخارجها حيث يأتي فيلم «وادي الذئاب.. العراق» في مقدمة القائمة، إذ لم يسبق في تاريخ السينما التركية أن حظي فيلم تركي بكل هذه الشهرة.
وأوضح أن هذا الفيلم الذي عرض قبل أكثر من عامين حطم الأرقام القياسية منذ اليوم الأول لدخوله صالات العرض وربح 10 ملايين يورو في أول شهرين.
فيما تعددت موضوعات الأفلام التركية وتنوعت مضامينها بين بيئية واجتماعية وذاتية وعاطفية كاشفة التفاصيل الحقيقية لصورة تركيا بعين مخرجيها.