ليس من السهل دائما تحويل المعنوي إلى قيمة مادية، لكن في عصرنا هذا تثبت كل يوم نظرية ماركس في كون الاقتصاد عماد كل شيء. فهل أصبح الكتاب ـ الذي ارتبط بالتقديس في بداياته لأنه يحمل معارف الأولين أو يضم رسالة سماوية ما ـ مجرد سلعة كغيره من السلع الخاضعة لقوانين الاقتصاد في العرض والطلب ام ان له حيتانه الذين لايزالون يلتهمون ما بين دفتيه؟
في تقرير عن ظاهرة غير منتشرة كثيرا في عالمنا العربي وهي السلاسل العملاقة الخاصة ببيع الكتب وتسويقها الشائعة جدا في الولايات المتحدة حيث الكتاب سوق أخرى تدر ذهبا، واستنادا إلى تعريف منظمة اليونيسكو في العام 1999 «فإن الثقافة أيضا سلعة لكنها ليست كباقي السلع. لذلك، على المنتجات الثقافية أن تعرف وتعامل كبضائع لا تشبه غيرها».
بكلمات أخرى تقول محررة التقرير، يتمتع المنتج الثقافي عامة بالازدواجية من حيث طبيعته لأن له ميزتين أساسيتين: الأولى كونه عبارة عن عربة للقيم والأفكار والحواس لأنه تحفة فنية قبل كونه منتجا. والثانية هي كونه أيضا سلعة من المفترض أن تخضع للمنطق التجاري للسوق. وفي هذا الإطار، لحظت منظمة اليونيسكو في غير مؤتمر أقيم في السنوات الأخيرة أثر العولمة على المنتج الثقافي الذي أصبح أكثر تعددية بفضلها. «بارنز اند نوبل»، لابد أن يشكل هذا الاسم عنوانا لكل مثقف أو محب للقراءة يزور أي ولاية من الولايات المتحدة الأميركية، لأن هذه السلسلة هي الكبرى على الصعيد الفيدرالي إذ تضم نحو خمسمائة شركة تشكل أكبر تجمع بالولايات لبيع الكتب، وأوسع شبكة تتعاطى التجارة الثقافية من حيث عدد موظفيها.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الموقع الإلكتروني لهذه السلسلة نحو مليون عنوان كتاب للشحن الفوري. وفي يوليو 2010 افتتحت هذه السلسلة 717 فرعا لبيع الكتب داخل «المولات» التجارية في خمسين ولاية، و633 مكتبة جامعية تقدم خدماتها لنحو أربعة ملايين طالب وأكاديمي بالجامعات المنتشرة بالولايات كلها.
وتعتبر هذه السلسلة رائدة في مجال المكتبات العملاقة التي تجمع مختارات من الكتب، الأقراص الموسيقية المدمجة، المقاهي. ووفق المكتب الإعلامي لهذه السلسلة فإن قرابة ثلاثمائة مليون كتاب تباع سنويا بالمكتبات أو إلكترونيا، مما جعل «بارنز اند نوبلز» تحتل المرتبة الأولى كماركة لبيع الكتب في السنوات السبع الأخيرة والمرتبة الثانية من حيث بيع المجلات.
وكانت هذه السلسلة قد افتتحت في يوليو من العام 2009 أوسع مكتبة إلكترونية تسمح للقراء بإنزال الكتب والصحف والمجلات.