تحرص عوائل عراقية على المحافظة على تقاليد موروثة لإعداد أكلات شعبية تشكل جزءا من التقاليد العريقة وخاصة لدى حلول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة. ومن بين هذه الاطباق «المدكوكة».
تعد المدكوكة طبقا عراقيا موغلا في القدم، توارثها العراقيون منذ أمد بعيد وتكاد تكون من المصطلحات القليلة التي يتفق عليها الجميع، سواء كانوا عربا أو كردا، أو تركمانا، مسلمين ومسيحيين.
تتكون «المدكوكة» من التمر والسمسم وبعض المطيبات، تمزج جميعا معا «بدقها بالهاون» حتى يكون زيت السمسم قد بدأ بالتجمع في أسفله، ثم يتحول المزيج إلى قطعة حلوة المذاق معمولة بشكل بسيط.
وللعراق، وهو احد بلدان العالم، وقد قدم لأبنائه وللإنسانية إرثا هائلا من العادات والتقاليد والقيم والفنون والآداب، في كل ميدان قصة وفي كل قصة حكاية لم تزل تدغدغ الأسماع رغم كل ما يمر به هذا البلد من خراب ودمار.
وسط زحام الأطعمة الجديدة والحلويات الفاخرة المصنعة في أرقى المعامل وأكثرها حرصا على شروط السلامة الصحية والسيطرة النوعية والتي تقدم أشهى وألذ المذاقات تبقى الأكلات الشعبية بنكهتها الخاصة التي يحرص عليها الجميع، ويعملون على ألا يطويها النسيان.
وفي شتاء العراق الذي تغيب عنه كل مستلزمات الرفاهية الحديثة من كهرباء والوسائل المرتبطة، يبحث الإنسان هنا عن أي شيء يذكره بأمس قريب كان إلى حد ما هادئا قبل أن تمزق هدوءه قذائف الحروب منذ أكثر من 30 عاما.