تعيش المواطنة السودانية الجنوبية سوزان ملويت وأولادها الـ 11 ظروفا أقل ما توصف بأنها مأساوية في بيت إيجار متهالك في حي دار السلام الفقير بمنطقة الحاج يوسف شرق العاصمة الخرطوم، حيث حكت قصتها والألم يعتصرها وأولادها من حولها يتضورون جوعا.
وحسب موقع الجزيرة قالت سوزان، وهي من قبيلة الدينكا تونج، إنها جاءت إلى الخرطوم عام 1986 حيث التقت دينق أوكاش وتزوجته وأنجبت منه 5 أولاد و6 بنات، أكبرهم عمره 18 عاما وأصغرهم لم يتجاوز الأشهر الـ 5.
وتوضح ان زوجها دينق كان يعمل عسكريا بالقوات المسلحة السودانية، ولكنه أحيل للتقاعد بسبب عامل السن قبل سنتين من الآن، فأصبح عاجزا عن الوفاء بمتطلبات معيشة أسرته الكبيرة حيث ان راتب التقاعد لا يكـــفي وســـط غـــلاء المعيشــة الطاحن في السودان.
وأشارت إلى أنه سافر قبل شهرين إلى مسقط رأسه بمدينة رمبيك بجنوب السودان حتى يبيع بعض الأبقار التي ورثها عن أبيه، لكنه لم يجد شيئا، إذ ان أحد أشقائه استولى عليها ودفعها مهرا لزواجه وفق العادات السائدة في جنوب السودان.
وتضيف ان زوجها صدم لما حدث ومرض مرضا شديدا حتى أنه اضطر لبيع هاتفه النقال لمواجهة تكاليف علاجه، مشيرة إلى أنه منذ شهرين «انقطعت أخباره عنا تماما ولم نعد نسمع عنه شيئا، وهنا بدأت معاناتي حيث إنه كان العائل الوحيد لنا».
وعن كيفية تدبيرها شؤون معيشتها وأولادها في ظل هذه الظروف، قالت إنها تعتمد بشكل كامل على مساعدات اللجنة الشعبية في الحي ومساعدات الجيران الذين يمدونها بالطعام وما تجود به أنفسهم من مال وملابس وأحذية وخلافه. وتشير إلى أنها في كثير من الأيام تبيت على معدة خاوية.
وعما إذا كانت ظروف معيشتها هذه قد دفعتها للتصويت لصالح الانفصال في استفتاء تقرير مصير الجنوب، قالت سوزان «نحن من أنصار الوحدة وقد صوتنا للوحدة، والخرطوم أصبحت بلدنا ولن أعود إلى الجنوب خاصة أنني لا أدري ما هو المصير الذي ينتظرنا هناك إذا قررنا العودة إلى هناك».
وهنا تنتحب سوزان وتعرب عن خشيتها من أن يكون زوجها قد قتل بعد أن انقطعت أخباره خاصة أنه كان معروفا في الحي وعلى نطاق واسع هنا بأنه من دعاة الوحدة ومن مناهضي الانفصال، وكان يدعو الجنوبيين للتصويت لصالح الوحدة.