لم يسبق في تاريخ السينما التركية أن حظي فيلم بكل هذه الشهرة الواسعة التي وجدها فيلم «وادي الذئاب ـ فلسطين» الذي كشف عن مشاعر النقمة التي تشعر بها شريحة كبيرة من الشعب التركي تجاه اسرائيل وسياستها الوحشية في المنطقة بأسرها.
وقال أحد كتاب الفيلم «بهادير أوزدنير» أنهم أظهروا خلال الفيلم اسرائيل كما هي مع أياد ملطخة بالدماء من دون رحمة تستخف بكل القيم الانسانية.
وأضاف «أظهرنا بشكل أكبر الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، الا اننا لم نتمكن من اظهار سوى القليل من صورة اسرائيل الحقيقية».
وبين أوزدنير أن السبب الحقيقي وراء انتاج الفيلم هو تذكير العالم بالمجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت على «سفينة مرمرة»، مؤكدا أن اسرائيل منذ عام 1948 تقوم بأعمال وحشية في المنطقة من دون رقيب.
في حين قال مخرج الفيلم زبير شاشماز ان الهدف من تصويرهم لهذا الفيلم هو ايصال حقيقة القضية الفلسطينية من القدس وطولكرم وجنين الى العالم كله، مبينا أن هدفهم أيضا تصوير المشكلات الانسانية التي يعيشها الفلسطينيون للجمهور العريض.
وحطم هذا الفيلم الأرقام القياسية منذ اليوم الأول لدخوله صالات العرض ووجد اقبالا غير معهود من كل المواطنين فيما كانت تذاكر الأسبوعين الأولين من العرض محجوزة سلفا.
وبدأت أحداث الفيلم بارتكاب فرقة عسكرية اسرائيلية مجزرة على متن سفينة مرمرة التركية قام على اثرها نجاتي شاشماز بطل الفيلم وأصدقاؤه بدخول الأراضي المحتلة بغرض الانتقام للأبرياء الذين استشهدوا في المجزرة.
ودخل نجاتي وأصدقاؤه بصدامات مسلحة مع جنود اسرائيليين ظلت كلها في كفة بينما كلامه لأحد الجنود الاسرائيليين في كفة أخرى، فجملته كانت أشبه بالسلاح الأكثر فتكا بالمعنويات الاسرائيلية حينما بعث برسالة واضحة قائلا «أنا جئت الى فلسطين وليس الى اسرائيل».
وتشارك فتاة أميركية في الفيلم حيث تنضم الى المجموعة التركية عندما كانت قادمة لاسرائيل ضمن فوج سياحي الا انها تورطت مع المجموعة وأصبحت شاهدة عيان على ما يحدث من مجازر ضد الفلسطينيين، وعلى الرغم من كونها يهودية الا أنها تؤكد رفض ديانتها لتلك الوحشية العنصريـــة التي تحدث مع شعب أعزل يدافــع عــن أرضـه.
كما رصد الفيلم التركي مأساة الفلسطينيين التي تمثلت في أسرة عبدالله الفدائي الفلسطيني الذي ينضم الى فريق الأبطال الأتراك ويترك أسرته المكونة من والدته العجوز وطفله الصغير أحمد الـــذي فقـــد احدى ساقيه بعد أن انفجـــرت فيه قنبلـــة وزوجتـــه وأطفاله الصغـــار في ظل الاحتـــلال الاسرائيلي لبلادهـــم ومــــا يتعرضـــون له من اعتداءات على حياتهم وانتهاكات لحقوقهـــم بـــدءا من عمليات الاقتحام المتكررة لبيوتهم والتنكيل بهـــم على الحواجــز العسكريـــة وليس انتهـــاء بالأوضـــاع المأساويـــة التي يعيشهــا أبناؤهم الأسرى في سجـــون الاحتــلال.
وينتهي الفيلم بعرض مشهد يحمل بين ثناياه أكثر من معنى، فيظهر المخرج أن بطل الفيلم بلغ غايته التي من أجلها دخل الى الأراضي الفلسطينية وهي الانتقام لشهداء السفينة من الجنود الاسرائيليين.
لاسيما من القائد الاسرائيلي موشي بن اليعازر الذي أمر بعملية المداهمة، أما المعنى الآخر وهو قيام بطل الفيلم التركي بقتل القائد الاسرائيلي في اشارة الى أن المسلمين سينتصرون في الحرب على الاسرائيليين في نهاية المطاف.