من حقول الأرز الدافئة والرطبة في أرخبيل ملايو وصولا إلى سهول منغوليا المتجمدة، احتفلت آسيا بحلول عام الأرنب وسط الولائم العائلية التقليدية وحلقات رقص الأسد والمفرقعات المدوية.
الأطفال مبتهجون، فهم تلقوا بحسب ما تقتضي العادات والتقاليد مظاريف حمراء صغيرة تحتوي على مصروف الجيب. وقد توافدت الحشود المؤمنة إلى المعابد لتشعل منحنية مجموعات من عيدان البخور.
أما الأكبر سنا فتمنوا لبعضهم النجاح والسعادة في حين كانوا يتناولون المعجنات المحشوة باللحم ويشربون أقداحا طفحت بكحول الأرز.
في معبد الأرض في بكين يسر وانغ كوانغ قائلا «في السنة القمرية الجديدة أتمنى أن أربح مالا أوفر وآمل أن يسعد المقربون إلي».
ويشرح «نشعل المفرقعات لطرد (نيان) وهو حيوان مؤذ بحسب الأساطير الصينية. هكذا لن يزعجنا، فالألعاب النارية تدفعه إلى الهرب».
عند أسفل ناطحات السحاب في عدد من مدن الشرق الكبرى، كانت حركة السير تتميز بسلاسة غير معهودة. كذلك بقيت الأنظار موجهة إلى السماء المضاءة بباقات من الألوان. واستمرت المفرقعات تدوي حتى الصباح. في العاصمة الصينية حيث وضع رجال الإطفاء في حالة تأهب، لم تقع أي كارثة. وكان خطر اندلاع الحرائق قد ارتفع جراء الجفاف المسيطر الذي لم يعهد منذ عقود عدة.
لكن في شمال ـ شرق البلاد التهم حريق كبير فندقا مصنفا خمس نجوم في شينيانغ. ولم يسجل سقوط ضحايا.
في رسالته التي وجهها بمناسبة حلول العام الجديد، وعد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بمكافحة تضخم الأسعار الذي يشكل الهم الأكبر للطبقات الشعبية في الصين.
من جهة اخرى، احتفلت آسيا بحفاوة بحلول سنة الأرنب الخميس الا ان فيتنام الساعية دائما الى التمايز عن جارتها الكبيرة الصين دخلت سنة... الهر.
دائرتا البروج هاتان متشابهتان جدا والفرق الوحيد هو حلول الجاموس الفيتنامي مكان الثور الصيني. اما بقية البروج من جرذ ونمر وتنين وأفعى وحصان وعنزة وقرد وديك وكلب وخنزير فهي نفسها. لا احد يعرف اصل الانشقاق هذا الذي يرجعه البعض الى قرون عدة وآخرون الى اكثر من ألفي سنة.
الكثير من الكتب والوثائق تورد أسطورة مشتركة مفادها ان بوذا دعا الحيوانات الى المشاركة في سباق اختيار الممثلين الاثني عشر في دائرة البروج الابدية.
وقد صعد على ما يبدو الهر والجرذ وكانا يومها لايزالان صديقين على ظهر الثور لعبور النهر. لكن عند الاقتراب من الضفة دفع الجرذ الهر الى الماء متسببا بعداوة لاتزال قائمة حتى الآن.