قال باحث أميركي ان بعض عناصر القيادة تنتقل عبر العصور. ورغم أنها ليست ضمانة للنجاح في العالم الحديث إلا انها توفر إطارا يمكن تحقيق التقدم من خلاله.
وذكر جون بريفاس الذي شارك في تأليف كتاب «مجد الطموح بالسلطة: التطابقات المذهلة بين القادة العظماء في العالم القديم واليوم» ان بعض عناصر القيادة تتمكن من الانتقال من قرن إلى آخر وتصبح كلاسيكية.
وأضاف انه «على الرغم من ان هذه الصفات لا تضمن بالضرورة النجاح في العالم الحديث إلا انه يمكن أن توفر إطارا يمكن بناء النجاح من حوله».
وأعطى عدة زعماء تنطبق عليهم هذه النظرية أولهم «الإسكندر الأكبر» الذي اعتبره بريفاس معيارا للقيادة يمكن قياس الجميع عليه.
إلا انه تساءل إن كان «الإسكندر العظيم» يستحق أن يكون أسطورة للقيادة فهو من جهة يمتلك القدرة على التركيز الشديد وكان يرغب بالتضحية بأصدقائه وعائلته وثرواته الشخصية حتى يبلغ القمة إلا ان الطموح الذي ولده الغرور الكبير أدى إلى تدميره. وإذ اقتبس عنه مقولة «لا أجد حدودا لما يمكن للمرء أن يحققه» اعتبر بريفاس ان الدرس في الحياة الحديثة هو ان الشباب ليس عائقا أمام النجاح ولابد من التحلي بالشجاعة وتعلم التركيز على المهام لكن لا يجوز السماح للغرور أو الطموح بأن يشكل غشاوة على الحكم.
وأعطى مثالا ثانيا هو القائد العسكري اليوناني «كزينوفون» الذي سعى وراء اعتماد التسوية بدلا من القوة.
واقتبس عنه مقولة «على القائد أن يتوقع أي شيء وألا يعتمد على أحد غير نفسه» ليقول ان الدرس في الحياة الحديثة هو انه لابد من أن يكون القائد حساسا تجاه مزاجات وآراء الشعب. واعتبر بريفاس ان نظريته تنطبق أيضا على أغسطس الذي كان أول إمبراطور روماني ووضع الأسس الاقتصادية والسياسية لروما.
ورأى ان أفعال أغسطس تعني في يومنا هذا انه لابد من التحرك بحذر والتفكير بكل ما نريد القيام به. وآخر مثال أعطاه بريفاس «كليوباترا» التي تميزت بذكاء حاد ومعرفتها لغات عدة معتبرا انه «يمكن البناء على تجربتها للاستنتاج انه لابد من دعم ما يقدمه لنا الله بالعمل الحثيث».