لا يتضمن فيلم «شتي يا دني» للمخرج اللبناني بهيج حجيج، الذي تبدأ عروضه في بيروت الخميس، أي مشهد عن الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، لكنه يتناول احد التداعيات المستمرة الى اليوم لهذه الحرب، وهي قضية المخطوفين والمختفين قسريا خلالها، ويعالجها من زاوية «العودة الصعبة للمخطوف» الى عائلته ومجتمعه، من دون أن يغوص في تفاصيل ظروف الخطف ومرحلة الاعتقال.
ويتمحور الفيلم على شخصية رامز (يؤدي دوره حسان مراد)، وهو واحد من آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للخطف خلال الحرب في لبنان.
وبعد اختفائه 20 عاما قضاها في أحد السجون حيث تعرض للتعذيب، عاد الى حياته الطبيعية، وهو في العقد الخامس.
لكن رامز العائد، مريض ومضطرب ومحطم نفسيا ومنفصل عن الواقع، ويصاب بنوبات هلع فيتخيل نفسه ملاحقا من جلاديه السابقين.
وتهز عودة رامز عائلته وتحدث فيها اضطرابا، وتربك مشاريع ولديه ايلي وناديا (ايلي متري وديامان بوعبود) وزوجته ماري التي تجسد شخصيتها جوليا قصار، وتنشأ علاقة عميقة بينه وبين زينب (كارمن لبس) التي تعيش في انتظار عودة زوجها المخطوف أيضا.
وعلى مسار مواز لأحداث الفيلم، وضمن خط درامي مستقل عن القصة الأصلية، تظهر مرات عدة في الفيلم نايفة نجار (برناديت حديب) التي كانت تعمل في جريدة «السفير»، والتي خطف ابنها خلال الحرب، وكان في الثالثة عشرة من عمره، فبقيت تسعة أشهر تنشر مقالات ورسائل الى الخاطفين لكي يعيدوا إليها ابنها، قبل أن تفقد الأمل وتنتحر.